Jun 3, 2013

"أنيس مديوايه"... عميد الثقافة في "القامشلي"


 تقرير :عبد العظيم العبد الله
الأحد 02 حزيران 2013
عن موقع: esyria

اسم تعرفه الجزيرة السورية بالكثير من الحب والاحترام، سخر جل سنوات عمره الطويلة بالبحث والعمل المتميّز والتأليف، ورسم العديد من العناوين الجميلة لمجتمعه وواقعه.


"مدوّنة وطن eSyria" وبتاريخ 28/5/2013 زارت صاحب الثمانية والثمانين عاماً السيّد "أنيس حنا مديوايه" في مكتبته الراقدة بوسط مدينة "القامشلي" والتي لا يفارقها لأنه يعتبر الكتاب الحبيب والصديق، وبدأ بسرد سيرته الحافلة بالمزايا الطيبة فقال: «رافقت والداً عاشقاً للكلمة والكتاب، واتبعت نهجه وسيرته، فكان المجيء لمدينة "القامشلي" مع نهاية الثلاثينيات مكرهاً بعد أن أجبرتني السلطات التركية بتركي أنا وأسرتي من مكان الولادة في لواء الاسكندرون، وتدرجت في مدارس المدينة باحثاً عن العلم والتعلّم بكافة الطرق والسبل، وبعد سنوات عديدة في دُورها بدأ المشوار الميداني باستلام عدّة وظائف في المنطقة أهمها مديراً لمراكز الحبوب "بالقامشلي، القحطانية، عامودا" ولم يكن الأمر هو مجرد الجلوس على كرسي المدير بقدر ما كان العمل الميداني والبحث والتواصل مع الغيورين لتطوير واقع المحاصيل والزراعة، ومع تلك الرحلة كان هناك تواصل مع نخبة من الكتّاب والمثقفين ودعاة ورجال الحركة والوحدة الوطنية للعمل من أجلها بتسخير كل الوقت في سبيل ذلك، ودفع الكثير من الأرق والهم لتلك الرسالة».



وبما أنّ السيد "أنيس" كان عاشقاً للفن المسرحي فقد تحدّث عن تجربته معه عندما قال: «كنتُ متعدد المواهب وعاشقاً لفن التمثيل كثيراً وعملت مع مجموعة من روّاده بالمدينة في سبيل نشر ذاك الفن في وقت مهم وحساس للغاية، وكنتّ من المشجعين والمتابعين والمهتمين لنشر رسالته بدرجة كبيرة، وعملت بفترة كانت الانطلاقة لولادة المسرح في القامشلي وطلبت من الصديق المسرحي "سليم حانا" أن أطبع له مسرحياته التي كان يخرجها في المدينة ومنها: "سفاك الدماء، على الدروب دماء"، وكان عمري 17 عاماً عندما قمت بالمشاركة في مسرحية "شكسبير" وبعد عامين ممثلاً في مسرحية "الغلام" طبعاً مع المخرج "سليم حانا"».

ويتابع: «وفي عام 1943 أسستُ مع مجموعة من الشباب الفوج الكشفي وعملنا على وضع الأسس المتينة لبقائه بممارسة وتنفيذ الأنشطة الفنية والاجتماعية والرياضية، وبعد ثلاث سنوات تركت العمل في الفوج بعد أن شكّلت فرقة موسيقية مرافقة للفوج، ومن ثم تمّ اختياري رئيساً للنادي الكلداني، ومن شدّة حبهم لي اختاروني، وفي عام 1958 أصبحتُ رئيساً للجنة الدفاع عن لواء الاسكندرون في محافظة "الحسكة"، وبسبب عشقي للكلمة والكتاب أسست عام 1946 مكتبة بالمدينة لأبقى ملازماً للكتاب، وليكون مكاناً للكتّاب والمثقفين وكان همي التركيز على الجانب الفكري والسياسي».

ثم أضاف: «في مكتبة منزلي فقط أكثر من 3000 كتاب من أندر الكتب، وأغلبيتها تعود لعمر أكثر من 100 عام، وبشكل يومي هناك تواصل مع تلك الكتب، ولا أستطيع تركها لأكثر من عدّة ساعات، وهناك التهابات حادة في عيني من شدة القراءة ومع ذلك لا أبالي بها، وقبل عدة سنوات وضعت بعضاً منها في حقيبة وحاولت بيعها في المكتبة وتمعنت بها مطولاً فراودني قرار بانّ الكتب تترجاني بعدم بيعها فدمع القلب وذرفت العيون وأعدت الكتب إلى مكتبة المنزل، ومن أجل حبي الكتاب أحتفظ بأوّل جريدة رسمية صدرت في البلد وهي "العاصمة" وبعددها الأول عام 1919وحتّى عددها الأخير والكثير مثل ذلك، وقمتُ بتأليف كتاب عن تاريخ "القامشلي"، وكتاب آخر بعنوان "منهل الإملاء"، ولدي أعداد هائلة من اللقاءات والندوات والمحاضرات والكثير من المخطوطات وكلها تصب في مصلحة العلم والثقافة وخاصة للجيل الجديد».

الباحث "جوزيف أنطي" تحدّث عن السيّد "أنيس" فقال: «هو شعلة من النشاط والعمل، وتقديراً لمنزلته وعند وفاة والده تلقى برقية تعزية من رؤساء دول. لقد كان يجيد العربية والسريانية والكردية بالإضافة للتحدث ببعض اللغات الأجنبية الأخرى، وكان همه الثقافة والعلم فقد تجوّل في عشرات الدول العربية والأجنبية، ومن خلال قربنا منه نعرف بأنه لا يهتم إلا بالنشاط الوطني والثقافي والمعرفي، وهو الآن يملك من العمر 88 عاماً ومع ذلك يتواجد في المكتبة ويبقى مع القراءة لساعات وساعات، ونقولها بحق إنّه عميد الثقافة في "القامشلي"».

Mar 17, 2013

لها 248 حفيدا وحفيدة...وفاة المعمرة رمو عن عمر 107 سنوات في الحسكة


توفيت مساء أمس المعمرة الحاجة فاطمة محمد رمو عن عمر ناهز 107 سنوات مخلفّة ورائها 248 حفيدا وحفيدة.

وقالت حفيدتها غزالة محمد علي إن جدتها من مواليد 1906 ولها 9 أولاد منهم 5 شباب و 4 بنات وإن جدتها لم تكن تعاني من أي مرض ولم تزر الطبيب طيلة حياتها فيما عدا الاسبوع الاخير.‏‏

وبينت غزالة أن جدتها كانت تعتمد في غذائها على الخضروات في أغلب الاحيان مما اسكبها نحافة الجسم و القامة الممشوقة و السلامة من الشحوم و الكولسترول.‏‏

وأكدت غزالة أن جدتها كانت تتمتع بذاكرة حية و قوية تستذكر الاحداث التي شهدتها المنطقة مثل الحرب العالمية الثانية و الوحدة بين سورية و مصر و ما عاناه الشعب السوري جراء الاحتلال الفرنسي و سنوات الفقر و الجفاف التي شهدتها المنطقة منذ زمن بعيد.‏‏

الاتصالات تبدأ بتجهيز عدد من وحدات الاتصال الضوئية ONA في أحياء الحسكة والقامشلي




باشر فرع اتصالات الحسكة بوضع التجهيزات الأولية لمحطات الاتصال الضوئية /أونا/ في عدد من أحياء مدينتي الحسكة والقامشلي. 

وأوضح الدكتور جميل البلال أنه تم الانتهاء من التجهيزات الأولية لسبعة مواقع في مدينة الحسكة بسعة 8800 خط هاتفي موزعة في أحياء /العزيزية والمفتي والصالحية وحي الزهور وحي خشمان/ كما تم تجهيز عدد من الوحدات في مدينة القامشلي في أحياء /طرطب وقناة السويس وحي الهلالية وحيهيمو/ بسعة 3400 خط هاتفي، لافتاً إلى أن الأحياء التي تم البدء فيها تشهد كثافة سكانية عالية وعجز التجهيزات القديمة عن تخديمها.‏

وأكد الدكتور البلال أن المؤسسة انتهت في وقت سابق من تجهيز الحفريات وتمديد الكابلات الضوئية من الوحدات إلى الأحياء ولم يتبقى سوى وصول التجهيزات وإدخالها في الخدمة.‏

رسالة من مواطن سوري من القامشلي لشركة الكهرباء في القامشلي

الى من يهمه الامر ( ولن اذكر اسم المسؤول )

يسود حي الوسطى حالة من الانزعاج الكبير نظرا لما يبدو انه استهداف متعمد من بعض مسؤولي شركة الكهرباء لخط كهرباء طاحونة مانوك او ما صار يسمى بخط الباسل ..نحن و بكل صراحة و هذا لا يخفى على احد من الخطوط التي تاتيها الكهرباء بشكل منتظم و جيد منذ بداية ازمة الكهرباء و لم نعاني ما عاناه شعب مدينة القامشلي الحبيبة من اجحاف كهربائي و انقطاع شبه تام للكهرباء عن معظم احيائها ... و اقول معظم و ليس كل حيث ان هناك خطوط مشابهة تماما لا تقطع فيها الكهرباء ابدا كخط المطار و خط طاحونة الجزيرة و خط الرادار و خط السكة و الصوامع و خط تغذية ابار المياه و خط الفوج و هذه الخطوط بالاضافة لخط الطاحونة تشكل ما يقارب ثلث مساحة القامشلي ..فلماذا الاستهداف لهذا الخط بالذات مع العلم ان المستفيدين من هذا الخط لا يتجاوزوا ال 200 عقار و كلهم من اللذين يسددون فواتيرهم على اكمل وجه و جميعهم منظم بعدادات اغلبها الكترونية .. وقد قام اهالي المنطقة مؤخرا ببادرة ممتازة و هي انارة الشوارع في هذا الحي و الاحياء المجاورة له (التي لا تاتيها الكهرباء) و على نفقتهم الخاصة بالتعاون مع لجان الحي من هذا الخط خوفا من اللصوص اللذين كثروا للاسف في الاونة الاخيرة و حالات النشل و السرقة اليومية للسيدات .... هل من المنصف ان تقطع الكهرباء عن هذا الحي الذي عانى ما عاناه من ضجيج الطاحونة منذ اكثر من 50 عاما و حتى الان و ادى دخول الشاحنات الضخمة الى تكسير الشوارع و الارصفة اضافة الى الغبار الناجم عن عمل الطاحونة ..هل من المنصف ان تقوم بمشروع يكلف ملايين الليرات من خزينة الدولة في هذا الوقت بالذات من اجل فقط فصل خط الطاحونة عن هذا الحي و ابقاءه في باقي المناطق التي بات الجميع يعرف ان اغلب الناس فيها يقومون باستجرار غير نظامي للكهرباء و اكبر دليل على ذلك هذا الشتاء عندما قام بعض اهالي هذه المناطق بوضع سخانات كهربائية للمواشي و الدواب على حساب المواطن في باقي المناطق التي لم تر النور ... هل من المعقول ان يتم تزويد 7 ابار مياه في هيمو بخط خاص لا يقطع ابدا ثم يقوم الاهالي هناك باالاستجرار منه لاكثر من 400 منزل و على حساب شركة الكهرباء نفسه بمشروع كلف الملايين....اعرف ان كثيرين قاموا بالشكوى على هذا الخط مع العلم انه و بالعامية (مو لسواد عيونا مدوهو ) و لكن لضرورة عمل الطاحونة 24 على 24 لتامين مادة الطحين التي ازداد الطلب عليها في الاونة الاخيرة و ما ازمة الخبز الا احد الدلائل على نقص هذه المادة مع العلم ان المطحنة تعمل بكامل طاقتها.... بوقت سابق اصدر قرار بوضعنا بالتقنين في فترتين صباحية و مسائية لمدة 4 ساعات في كل مرة و لم نشتكي او نعلق ونحن نعرف ازمة البلد و ازمة باقي المناطق هذا الانقطاع ادى الى انخفاض انتاجية المطحنة فاعيد العمل بالنظام القديم من جديد ..حينها اصبحت الامور ( شوربة) و صار كل موظف من الطوارىء ياتي من تلقاء نفسه ليقطع الكهرباء من المحولات يدويا وفي اوقات عشوائية و يترك مخرج الطاحونة بالخدمة و يذهب و ينسى او يتناسى مع العلم ان أي شخص من الحي بامكانه فتح المركز من جديد و رفع القواطع الا اننا لم نفعل ذلك احتراما لانفسنا اولا و للقرارات ثانيا .. و لكن اصبح الوضع لا يطاق عندما اصبحت الشغلة ( خري مري ) و كل موظف بدو يقبضلو قرشين بشان ما يقطعا يشرف للمحولة و يعرض عضلاتو ) 

في الفترة الاخيرة تم نصب اكثر من 4 عواميد من اجل ايصال الكهرباء للمطحنة دون المرور بمحولات الحي مما اثار استهجان البعض لما اعتبروه استخفافا و تعديا على ابسط حقوقهم و يروا ذلك يحدث استهدافا لهذا الحي المعروف بهدوءه و سلميته ..فقام بعض الشبان مشكورين و اؤكد مشكورين بنزع هذه الاعمدة من مكانها و وضعها على الرصيف بعد ان لاقت النداءات و الوفود التي ذهبت للشركة لطلب وقف الاعمال اذانا صماء ...

نحن ضد الخروج عن القانون و معروفون بولاءنا لوطننا و محبتنا له و لكن كان بالاحرى بشركة الكهرباء ان تقوم بقطع يد من يسرق الكهرباء في وضح النهار و على اعين من مسؤوليها و بمساعدة موظفيها في كل احياء المدينة و ايقاف الاستجرار غير النظامي للكهرباء الامر الذي ادى الى كل هذه الاعطال المتكررة في المنظومة الكهربائية مما ادى الى خسائر كبيرة في وقت نحن بامس الحاجة الى القرش السوري الواحد ... 

اليوم وصل العقاب مباشرة و قامت الشركة بقطع الكهرباء عنا و عن المطحنة لكي( تربي) مثل ما يقال اهالي هذا الحي و هي بذلك تستهدف قوت المواطن و اضعاف مردود المطحنة التي باتت تعمل على الديزل لسد هذا النقص الكهربائي المتعمد لغايات في نفس بعض الناس .. نحن لا نقبل التجني على احد و لكن بنفس الوقت لن نقبل لاحد بان يتعدى عليينا بهكذا قرارات غير منصفة .....لا ادري ان كان اسمها قرارات و لا ادري هل من المعقول ان تدار الامور بهذه الشكل و نحن في ازمة ؟؟؟؟

نكرر دعوتنا مرة اخرى لمن هو في موقع المسؤولية ان يوقف هذا المشروع مباشرة و اذا كان حريصا جدا مثلما يدعي على الطاقة الكهربائية فبيانات الاستجرار الكهربائي موجودة في المؤسسة و يستطيع ان يقيم اين تهدر كهرباء القامشلي ..ان اراد طبعا ....

Mar 3, 2013

النص الكامل لحوار الرئيس الأسد مع صحيفة صنداي تايمز

الرئيس الأسد لصحيفة بريطانية : في كل مرة كانت سوريا ترد و بطريقتها و "الإسرائيليون" وحدهم يفهمون ما أقول  






قال الرئيس بشار الاسد في حوار مع صحيفة الـ"الصنداي تايمز" البريطانية انه "  في كل مرة كانت سوريا ترد ، و بطريقتها و الإسرائيليون وحدهم يفهون ما أقول الآن و كيف كان ردنا".

و أضاف الرئيس الأسد " قد لا نرد صاروخ بصاروخ أو رصاصة برصاصة و ليس بالضرورة أن يكون ردّنا معلناً .. الإسرائيليون وحدهم يعرفون ما أعنيه ".

و قال الرئيس الأسد في رده على وصف الحكومة البريطانية للحل السياسي السوري بأنه "يتجاوز حدود النفاق" ان "  ما يتجاوز حدود النفاق هو التحدث عن الديمقراطية بينما أوثق حلفائك هي الأنظمة الأكثر أحادية وسلطوية في العالم والتي تنتمي للقرون الوسطى ".

و تابع الرئيس الأسد ان "  ما يتجاوز حدود النفاق هو أن تتحدث بريطانيا عن حرية الرأي والتعبير وفي نفس الوقت يتم حظر الإعلام السوري عن الأقمار الأوروبية ".

و أشار إلى ان " الحكومة البريطانية تريد إرسال مساعدات عسكرية إلى ما تسميه "المجموعات المعتدلة" في سورية وهي تعرف تمام المعرفة بأننا نحارب جبهة النصرة ومجموعات أخرى تتبنى ايديولوجيات متطرفة.. كل ذلك هو ما يتجاوز حدود النفاق ".

و في رده حول سؤال عن الأرقام المتداولة في الإعلام الغربي عن الضحايا في سوريا، قال الرئيس الأسد "  عندما تتحدثون عن آلاف الضحايا بصرف النظر عن دقّة هذه الأرقام فأنتم تذكرونها كما لو كانت مجرد أرقام إحصائية أما نحن فكل رقم منها يمثل رجلاً أو امرأة أو طفلاً سوريا".

و أضاف " أنتم ترون آلاف الضحايا كأرقام ونحن نرى آلافاً من العائلات التي فقدت أحباءها والتي ستحزن عليهم لسنوات وسنوات، لا يمكن لأحد أن يشعر بالألم كما نشعر نحن به كسوريين ".

و في ردّه حول دور روسيا وإيران وحزب الله في الأزمة قال الرئيس الاسد ان " حزب الله وإيران وروسيا يدعمون سورية في حربها ضد الإرهاب، دور روسيا بنّاء جداً ودور إيران داعم جداً، ودور حزب الله هو الدفاع عن لبنان وليس الدفاع عن سورية".

و أضاف " نحن بلد عدد سكانه 23 مليون نسمة، وفيه جيش وطني قوي وقوات شرطة قوية، لسنا بحاجة إلى مقاتلين أجانب يدافعون عن بلدنا".

و تابع " السؤال الذي ينبغي أن يطرح هو حول دور البلدان الأخرى، تركيا وقطر والسعودية وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، التي تدعم الإرهاب في سورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً"

فيما يلي النص الكامل للمقابلة:

صنداي تايمز: سيادة الرئيس، عرضكم الذي قدمتموه مؤخراً بإجراء حوار سياسي ترافق مع رفض الحكومة السورية للمجموعات التي يترتب عليكم تهدئتها من أجل وقف العنف، مثل المجموعات المسلحة و"الائتلاف الوطني السوري"، أي التحالف الرئيسي للمعارضة، وبالتالي فإنكم تقدمون غصن زيتون فقط للمعارضة الموالية، ومعظمها داخلية، والتي تتخلى عن الصراع المسلح وتعترف فعلياً بشرعية قيادتكم. من الجهات التي تبدون استعدادكم فعلاً للتحدث إليها؟

الرئيس الأسد: كي يكون جوابي دقيقاً، دعيني أولاً أصحح بعض المفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها، والتي وردت في سؤالك.

صنداي تايمز: حسناً.

الرئيس الأسد: أولاً، عندما أعلنت الخطة، قلت إن هذه الخطة موجهة للمهتمين بالحوار، لأننا لا نستطيع وضع خطة تستند إلى الحوار مع جهات لا تؤمن به. وهكذا، فقد كنت واضحاً تماماً فيما يتعلق بهذه المسألة.

ثانياً، هذا الحوار المفتوح لا ينبغي أن يكون بين مجموعات حصرية بل بين جميع السوريين وعلى كل المستويات لأنه يدور حول مستقبل سورية. نحن ثلاثة وعشرون مليون سوري، ولنا جميعاً الحق بالمشاركة في صياغة مستقبل البلاد، وليس كما يعتبر البعض بأنه حوار بين الحكومة ومجموعات معينة في المعارضة، سواء كانت في الداخل أو في الخارج. إن استعمال تعابير "داخلية" و"خارجية" يمثّل تصوراً سطحياً للمسألة. الحوار أكثر شمولية، وهو يتعلق بكل سوري ويدور حول جميع أوجه الحياة في سورية. لا يمكن تحديد مستقبل سورية ببساطة بمن يقودها، بل بطموحات وتطلعات جميع أفراد شعبها.

الجانب الآخر للحوار هو أنه يفتح الباب للمسلحين لتسليم أسلحتهم، وقد أصدرنا أكثر من عفو لتسهيل هذا الأمر. هذه هي الطريقة الوحيدة لإجراء الحوار مع تلك المجموعات. وهذا ما كنا قد بدأناه، حتى قبل طرح الخطة، وقد سلّم البعض أسلحتهم وعادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.

إذا أردت الحديث عن المعارضة، ثمة مفهوم خاطئ آخر في الغرب، وهو أنهم يضعون كل الكيانات، حتى لو لم تكن متجانسة، في سلة واحدة، كما لو أن كل من يعمل ضد الحكومة معارض. ينبغي أن نكون واضحين حيال هذه القضية، ثمة معارضة تتكوّن من كيانات سياسية، وهناك إرهابيون مسلحون. يمكننا الانخراط في حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا الانخراط في حوار مع الإرهابيين. نحن هنا نحارب الإرهاب.

ثمة عبارة أخرى تُذكر بشكل متكرر وهي "معارضة الداخل" أو "المعارضة الداخلية"، ويصفونها "بالمعارضة الموالية للحكومة"، في الواقع فإن مجموعات المعارضة ينبغي أن تكون وطنية وموالية لسورية. إن المعارضة الداخلية والخارجية لا تتعلق بالموقع الجغرافي، بل بجذورها، وبمواردها وتمثيلها. هل غُرست هذه الجذور في سورية وهل تمثل الشعب السوري والمصالح السورية أو مصالح حكومات أجنبية؟ وبالتالي، هكذا ننظر إلى الحوار، هكذا بدأنا وهكذا سنستمر.

صنداي تايمز: لقد رفضت معظم مجموعات المعارضة هذا الطرح، على الأقل المعارضة الخارجية، وهي الطرف الذي يتم الحديث عنه على أنه المعارضة، والعالم بأسره يقف وراءها. معظمهم رفضوا مبادرتكم، ووصفوها بأنها "مضيعة للوقت"، وقال البعض بأنها مجرد "كلام سياسي لا فحوى له" استناداً إلى حالة انعدام الثقة؛ ووصفها وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بأنها "تتجاوز حدود النفاق"، وقال الأميركيون بأنك "منفصل عن الواقع".

الرئيس الأسد: لن أعلّق على ما تقوله هذه الكيانات التي تُسمّى سوريّة لأنها غير مستقلة بقرارها. كسوريين، نحن مستقلّون ونرد على الأطراف المستقلّة، وهو ما لا ينطبق على هذه الكيانات. ولذلك لننظر في المزاعم الأخرى. إذا أردنا التحدث عن الانفصال عن الواقع، فإن سورية تحارب الخصوم والأعداء منذ سنتين، ولا يمكن فعل ذلك دون دعم شعبي، ولن يدعمك الناس إذا كنت منفصلاً عن واقعهم. ومن جانب آخر، أظهرت استطلاعات رأي أجريت مؤخراً في المملكة المتحدة أن نسبة كبيرة من البريطانيين يريدون من بلادهم عدم التدخل في شؤون سورية، وهم يعتقدون بأنه لا ينبغي على الحكومة البريطانية أن ترسل دعماً عسكرياً لما يسمونه "المتمردين" في سورية. ورغم ذلك، فإن الحكومة البريطانية تستمر في دفع الاتحاد الأوروبي لرفع حظر توريد السلاح المفروض على سورية وذلك للشروع بتزويد المجموعات المسلحة بأسلحة ثقيلة. هذا ما أسميه انفصالاً عن الواقع، أي عندما تكون منفصلاً عن الرأي العام في بلادك!

ويمضون أبعد من ذلك عندما يقولون بأنهم سيرسلون "مساعدات عسكرية" يصفونها بـ "غير المميتة". إن المساعدات الاستخبارية، وأجهزة الاتصالات والمساعدات المالية المقدمة مميتة جداً. وخير مثال على ذلك أحداث الحادي عشر من أيلول التي لم تُرتكب بأدوات مميتة. إن تطبيقات التكنولوجيا غير المميتة والمساعدات المالية هي التي تسببت بتلك الفظاعات. الحكومة البريطانية تريد إرسال مساعدات عسكرية إلى المجموعات المعتدلة في سورية، وهي تعرف تمام المعرفة بأنه لا وجود للمجموعات المعتدلة في سورية. جميعنا نعلم أن المجموعات التي نحاربها الآن هي القاعدة أو جبهة النصرة، وهي تابعة للقاعدة، ومجموعات أخرى تتبنى أيديولوجيا متطرفة. هذا ما يمكن وصفه بأنه يتجاوز حدود النفاق!

ما يتجاوز حدود النفاق أيضاً هو الحديث عن حرية التعبير وفي نفس الوقت يتم حظر القنوات التلفزيونية الفضائية السورية من الأقمار الصناعية الأوروبية. وعندما يتم ذرف الدموع على من يُقتل في سورية في أعمال إرهابية وفي نفس الوقت يُمنع مجلس الأمن من إصدار بيان يدين التفجيرات التي حدثت الخميس 21/2/2013 في دمشق، وقد كنتِ هنا، حيث قتل أو جرح ثلاثمئة سوري، بينهم أطفال ونساء، وجميعهم من المدنيين. ما يتجاوز حدود النفاق هو الحديث عن حقوق الإنسان وفي نفس الوقت الذهاب إلى العراق وأفغانستان وليبيا وقتل مئات آلاف الناس في حروب غير شرعية، والتحدث عن الديمقراطية بينما أوثق حلفائك هي الأنظمة الأكثر أحادية وسلطوية في العالم والتي تنتمي إلى القرون الوسطى. هذا هو النفاق.

صنداي تايمز: لكنكم تشيرون دائماً إلى الأشخاص الذين يقاتلون هنا بأنهم إرهابيون، هل تقبلون بأن البعض إرهابيون فعلاً، من جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بالقاعدة، لكن هناك آخرين مثل "الجيش السوري الحر"، أو المجموعات المنضوية تحت لوائه، أو المنشقين، وبعضهم أشخاص عاديون، شاركوا في إطلاق الانتفاضة، لكنهم ليسوا إرهابيين بل أشخاص يقاتلون من أجل ما يعتقدون بأنه الطريق الصحيح في هذه المرحلة؟

الرئيس الأسد: بالطبع، عندما نقول بأننا نحارب القاعدة، فإننا نعني بأن المجموعة الإرهابية الرئيسية والأكثر خطورة هي القاعدة. لقد قلت في العديد من خطاباتي ومقابلاتي بأن هذه المجموعة ليست الوحيدة في سورية، طيف هذه المجموعات يتسع ليشمل صغار المجرمين، ومهربي المخدرات، ومجموعات تقتل وتخطف من أجل المال فقط إضافة إلى المرتزقة والمسلحين؛ ومن الواضح أن هؤلاء لا يمتلكون أي أجندة سياسية أو دوافع أيديولوجية.

ما يسمى "الجيش الحر" ليس كياناً كما يريد الغرب لقرائكم أن يعتقدوا، إنه يتكون من مئات المجموعات – كما عرّفته الجهات الدولية التي عملت مع أنان والإبراهيمي - ليس لديهم قيادة ولا تراتبية، إنه مجموعة من العصابات المختلفة التي تعمل لأسباب مختلفة. إن ما يسمونه "الجيش الحر" مجرد عنوان أو مظلّة تستعمل لإضفاء الشرعية على هذه المجموعات.

هذا لا يعني أنه في بداية الصراع لم يكن هناك تحركات عفوية، كان هناك أشخاص يريدون إحداث تغيير في سورية، وقد أقررتُ بذلك علناً عدة مرات. ولهذا قلت إن الحوار ليس من أجل الصراع نفسه، بل من أجل مستقبل سورية، لأن العديد من تلك المجموعات التي طالبت بالتغيير باتت الآن ضد الإرهابيين، هي لا تزال تعارض الحكومة، لكنها لا تحمل السلاح. بالنتيجة فإن وجود احتياجات مشروعة لا يجعل السلاح مشروعاً.

صنداي تايمز: في خطتكم ذات المراحل الثلاث: المرحلة الأولى تتحدث عن وقف العنف، من الواضح أن هناك الجيش من جهة، وهناك مقاتلون على الطرف الآخر. في حالة الجيش هناك تراتبية، وعندما تريد وقف إطلاق النار هناك قائد يستطيع السيطرة على ذلك لكن عندما تتحدثون عن وقف إطلاق النار أو وقف العنف، كيف يمكنكم افتراض حدوث نفس الشيء بالنسبة للمجموعات المسلحة وأنتم تقولون بأن هناك مجموعات كثيرة جداً مجزأة ولا تخضع لقيادة واحدة.

هذه إحدى نقاط خطتكم، وبالتالي فهو طلب مستحيل. تتحدثون عن استفتاء، لكن مع وجود عدد كبير من المهجّرين داخلياً وخارجياً، والعديد منهم يشكّلون العمود الفقري للمعارضة، على الأقل المهجرون منهم، فإن استفتاءً بدونهم لن يكون عادلاً. المرحلة الثالثة تتعلق بالانتخابات البرلمانية، وينبغي أن يحدث كل هذا قبل عام 2014. إنها قائمة طويلة جداً من الأشياء التي ينبغي أن تحدث قبل العام المقبل. إذاً ما الشروط التي تضعونها للحوار ولجعل هذه الخطوات تحدث؛ ثم أليس بعض الشروط التي تربطونها بالحوار مستحيلة التحقق؟

الرئيس الأسد: هذا يعتمد على طريقتنا في النظر إلى الوضع. أولاً، لنقل إن البند الرئيسي في الخطة هو الحوار، والحوار هو الذي يضع الجدول الزمني لكل شيء آخر، وللإجراءات والتفاصيل المتعلقة بهذه الخطة. البند الأول في خطتي كان وقف العنف، إذا لم نستطع وقف العنف، فكيف يمكن أن نمضي إلى الإجراءات الأخرى مثل إجراء الاستفتاء والانتخابات؟، ورغم ذلك فإن القول بعدم إمكانية وقف العنف ليس مبرراً لعدم فعل شيء.

من جهة أخرى، كما قلت، نعم هناك العديد من المجموعات وليس لها قيادة واحدة، لكننا نعرف أن قيادتها الحقيقية هي تلك البلدان التي تموّلها وترسل لها الأسلحة، وهي بشكل رئيسي تركيا وقطر والسعودية. إذا أرادت الأطراف الخارجية فعلاً المساعدة في هذه العملية، ينبغي أن تضغط على تلك البلدان للتوقف عن تزويد أولئك الإرهابيين بالمال والسلاح. وبالنتيجة فإننا، كأي دولة ذات سيادة، لن نتفاوض مع الإرهابيين.

صنداي تايمز: يقول منتقدوك إن المفاوضات الحقيقية قد تفضي إلى سقوطك، وسقوط حكومتك أو نظامك، وأنك تعرف هذا، ولهذا السبب فإنك تقدّم سيناريوهات مستحيلة عملياً للحوار والمفاوضات؟.

الرئيس الأسد: أنا لا أعرف هذا، بل أعرف العكس. منطقياً وواقعياً، إذا كان هذا هو الحال، ينبغي على أولئك الخصوم أو الأعداء أن يدفعوا من أجل الحوار لأنه سيؤدي إلى سقوطي. لكنهم في الواقع يفعلون العكس. إنهم يمنعون ما يسمى "كيانات المعارضة الموجودة خارج سورية" من المشاركة في الحوار لأنهم يعتقدون أن العكس هو الصحيح، إنهم يعرفون أن هذا الحوار لن يؤدي إلى سقوطي، بل سيجعل سورية أقوى. هذا هو الجانب الأول.

الجانب الثاني هو أن الحوار بمجمله يتعلق بسورية وبمستقبلها وبالإرهاب، إنه لا يتعلق بالمناصب والشخصيات، وبالتالي لا ينبغي أن يصرفوا انتباه الناس بالتحدث عما سيحققه أو لن يحققه هذا الحوار للرئيس. بالنهاية هو من أجل سورية كما قلت منذ قليل وليس من أجلي أنا. في المحصلة كلامهم هذا ينطوي على تناقض، بمعنى أن ما يقولونه يتناقض مع ما يفعلونه.

صنداي تايمز: قلت إن دفعهم من أجل الحوار قد يؤدي إلى سقوطك؟

الرئيس الأسد: لا، ما قلته هو أنه طبقاً لما يقولونه هم، إذا كان الحوار سيفضي إلى سقوطي فلماذا لا يشاركون فيه؟ هم يقولون إنه سيؤدي إلى سقوط الرئيس، وأنا أدعوهم إلى الحوار، فلماذا لا يأتون إليه ليسقطوني؟ هذا بديهي، ولهذا قلت بأنهم يناقضون أنفسهم.


صنداي تايمز: سيادة الرئيس، جون كيري وهو رجل تعرفه جيداً، بدأ جولة ستأخذه عند نهاية الأسبوع إلى السعودية وقطر وتركيا حيث سيتحدث إلى هذه الدول عن وسائل "تنحيتك". وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، في لندن وبرلين، قال إن الرئيس الأسد ينبغي أن يرحل، كما قال إن أحد أول التحركات ينبغي أن تتمثل في وضع مقترحات جذرية لإقناعك بالتخلي عن السلطة. هل تدعوه إلى دمشق لإجراء محادثات معه، وماذا ستقول له؟ ما رسالتك له الآن بالنظر إلى ما قاله هذا الأسبوع ولما ينوي قوله لحلفائه عندما يزورهم في نهاية الاسبوع؟ وكيف يمكن أن تصف كيري من خلال معرفتك به في الماضي؟

الرئيس الأسد: أنا أفضّل وصف السياسات وليس الأشخاص. وبكل الأحوال ما زال من المبكر الحكم عليه، فلم يمضِ على استلامه منصبه كوزير للخارجية بضعة أسابيع.

وفيما يتعلق ببقية السؤال، فإن ما ذكرتِه يتعلق بمسائل أو قضايا سورية داخلية، ولن يُطرح أي موضوع سوري مع أي أشخاص أجانب. نناقش هذه المسائل فقط مع السوريين داخل سورية، وبالتالي فلن أناقشها مع أي شخص يأتي من الخارج. لدينا أصدقاء ونناقش قضايانا مع أصدقائنا ونصغي لنصائحهم، لكن في المحصلة القرار قرارنا كسوريين ونتخذه وفقاً لما نعتقد أنه الأفضل لبلادنا. لكن إذا كان أي شخص يرغب "بصدق"، وأشدّد على كلمة "بصدق"، أن يساعد سورية، وأن يساعد في وقف العنف في بلادنا يمكنه القيام بشيء واحد وهو الذهاب إلى تركيا والجلوس مع أردوغان وأن يقول له: توقّف عن تهريب الإرهابيين إلى سورية.. توقّف عن إرسال الأسلحة وتوفير الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين. ويمكنه الذهاب إلى قطر والسعودية وأن يقول لهم توقّفوا عن تمويل الإرهابيين في سورية. هذا هو الأمر الوحيد الذي يمكن لأي شخص فعله في التعامل مع الجزء الخارجي لمشكلتنا، لكن لا يمكن لأي شخص من خارج سورية أن يتعامل مع الجزء الداخلي من هذه المشكلة.

صنداي تايمز: إذاً، ما رسالتك إلى كيري؟

الرئيس الأسد: رسالتي واضحة، وهي أن يفهم ما قلته الآن، ورسالتي ليست فقط لكيري بل لكل من يريد التحدث عن الأزمة السورية، وهي أن السوريين وحدهم هم الذين يمكن أن يقولوا للرئيس ابقَ أو ارحل ولا أحد غيرهم. أقول هذا بوضوح كي لا يضيع الآخرون وقتهم ولكي يعرفوا على ماذا يركّزون.

صنداي تايمز: ما هو الدور، إذا كان هناك أي دور، الذي يمكن لبريطانيا أن تلعبه في أي عملية سلام من أجل سورية. هل كان هناك أي اتصالات غير رسمية مع البريطانيين؟ وما هو رد فعلكم على دعم السيد كاميرون للمعارضة؟ وماذا كنت ستقول له لو كنت جالساً معه، خصوصاً وأن بريطانيا تدعو إلى تسليح المتمردين؟

الرئيس الأسد: ليس هناك أي اتصالات بين سورية وبريطانيا منذ وقت طويل. أما التحدث عن دور فلا يمكن فصل الدور عن المصداقية، ولا يمكننا فصل المصداقية عن تاريخ ذلك البلد. بصراحة، وأنا الآن أتحدث إلى صحفية بريطانية وإلى الجمهور البريطاني، اشتهرت بريطانيا (في منطقتنا) بلعب دور غير بناء في مختلف القضايا وعلى مدى عقود، وبعضهم يقول قرون. أنا أتحدث الآن عن التصور العام في منطقتنا. ومشكلة حكومة كاميرون أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة. أقول هذا بصراحة. كيف يمكن توقُّع أن نطلب من بريطانيا أن تلعب دورا في حين أنها مصممة على عسكرة المشكلة؟ كيف يمكن أن نطلب منهم أن يلعبوا دوراً في جعل الوضع أفضل وأكثر استقراراً، وكيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف، في حين أنهم يريدون إرسال المعدات العسكرية للإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟ هذا غير منطقي. أعتقد أنهم يعملون ضدّنا وفي الوقت ذاته ضد مصالح المملكة المتحدة نفسها. هذه الحكومة تتصرف بطريقة ساذجة ومشوَّشة وغير واقعية. إذا أرادوا أن يلعبوا دوراً فعليهم تغيير هذا والتصرف بطريقة أكثر عقلانية ومسؤولية. وإلى أن يفعلوا ذلك، لا نتوقع من مشعل الحرائق أن يكون رجل إطفاء.

صنداي تايمز: في العام 2011، قلت إنك لن تضيع وقتك بالتحدث إلى الكيان الذي يقود المعارضة، أتحدث الآن عن الكيانات الخارجية للمعارضة. وفي الواقع فإنكم بالكاد اعترفتم بوجود مثل تلك المعارضة. ما الذي غيّر رأيكم مؤخراً؟ وأي نوع من المحادثات تجرونها مع مجموعات المعارضة التي تعتبر مكوّناً وعاملاً رئيسياً في هذه الأزمة، خصوصاً بالنظر إلى ما قاله وزير خارجيتكم، وليد المعلم، في مطلع هذا الأسبوع عندما كان في روسيا بأن الحكومة مستعدة للتحدث إلى المعارضة المسلحة؟ هل لكم أن توضحوا ذلك؟

الرئيس الأسد: في الواقع لم أغيّر رأيي. مرة أخرى، هذه الخطة غير موجّهة لهم، إنها موجهة لكل سوري يقبل الحوار. لذلك فإن إطلاق هذه المبادرة لا يشكّل تغييراً في رؤيتنا. هذا أولاً.

ثانياً، ومنذ اليوم الأول من هذه الأزمة، قبل حوالي عامين، قلنا إننا مستعدون للحوار، وبالتالي لم يتغير شيء، لدينا موقف ثابت من الحوار. قد يفهم البعض بأني غيّرت رأيي لأنني لم أعترف بالكيان الأول للمعارضة ومن ثم اعترفت بالكيان الثاني. في الواقع فإني لم أعترف بأي منهما؛ والأهم من ذلك أن الشعب السوري لا يعترف بهم ولا يأخذهم على محمل الجد. عندما يفشل مُنتَج معين في السوق فإنهم يسحبون المنتج، يغيّرون اسمه ويغلفونه بشكل مختلف ومن ثم يطرحونه مجدداً في السوق، لكنه لا يزال على عيبه، الكيانان الأول والثاني هما نفس المنتج، لكن الغلاف مختلف.

فيما يتعلق بما قاله وزير خارجيتنا، فقد كان واضحاً جداً. جزء من خطتنا هو أننا مستعدون للتفاوض مع أي شخص، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلّمون سلاحهم. لن نتعامل مع الإرهابيين المصممين على الاستمرار في حمل السلاح، وإرهاب الناس، وقتل المدنيين، ومهاجمة الأماكن العامة والمؤسسات الخاصة وتدمير البلاد.

صنداي تايمز: سيادة الرئيس، العالم ينظر إلى سورية ويرى أن البلاد تتعرض للتدمير، حيث قُتل ما لا يقل عن سبعين ألف شخص، وهُجِّر حوالي ثلاثة ملايين، والانقسامات الطائفية تتعمق. العديد من الناس في سائر أنحاء العالم يحمّلونك المسؤولية، ماذا تقول لهم؟ هل أنت مسؤول عما حدث للبلد الذي تقوده؟

الرئيس الأسد: تذكرين هذه الأرقام كما لو كانت مجرد أرقام إحصائية، فيما يستعمل بعض اللاعبين هذه الأرقام لدفع أجنداتهم السياسية، للأسف، هذا هو الواقع. وبصرف النظر عن دقة هذه الأرقام، فكل رقم منها يمثّل رجلاً أو امرأة أو طفلاً سورياً. عندما تتحدثين عن آلاف الضحايا، نحن نرى آلافاً من العائلات التي فقدت أحباءها والتي ستحزن عليهم لسنوات وسنوات، لا يمكن لأحد أن يشعر بالألم كما نشعر به نحن.

وإذا نظرنا إلى موضوع الأجندات السياسية، ينبغي أن نطرح أسئلة أكثر أهمية في ظل الوضع على الأرض والذي يجعل من المستحيل الحصول على أجوبة دقيقة، وأول هذه الأسئلة هو كيف تم التحقق من هذه الأرقام؟ وما هي نسبة المقاتلين الأجانب فيها؟ وما عدد المقاتلين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاماً؟ وكم عدد المدنيين – النساء والأطفال الأبرياء؟

من جهة أخرى، نعلم جميعاً كيف تم التلاعب بعدد القتلى والضحايا في الماضي لتمهيد الطريق للتدخل الإنساني في عدد من الدول. ونذكر هنا أن الحكومة الليبية أعلنت مؤخراً أنه كان هناك مبالغة كبيرة في عدد الأشخاص الذين كانوا قد قتلوا قبل غزو ليبيا، قالوا إن 5000 شخص قتلوا من كل جانب في حين أن الأرقام التي كان يتم الحديث عنها في ذلك الوقت كانت بعشرات الآلاف. وفي مثل آخر، فإن البريطانيين والأميركيين الذين كانوا موجودين فعلياً في العراق خلال الحرب قالوا إنهم لا يمتلكون حتى الآن أرقاماً دقيقة حول عدد الضحايا العراقيين الذين قتلوا بسبب غزوهم لهذا البلد. وفجأة نجد أن نفس المصادر لديها أرقام دقيقة جداً حول ما يحدث في سورية. هذه مفارقة غريبة.

أقول لكِ ببساطة إن هذا الرقم لا وجود له في الواقع. إنه جزء من الواقع الافتراضي الذي يريدون خلقه لدفع أجندتهم في التدخل العسكري تحت عنوان التدخل الإنساني.

صنداي تايمز: إذا سمحت لي، فيما يتعلق بهذه النقطة حتى لو كانت الأرقام مبالغاً بها وليست دقيقة، فهي أرقام أكّدتها مجموعات سورية. رغم ذلك هناك آلاف الأشخاص الذين قتلوا، بعضهم مقاتلون لكن بعضهم أيضاً مدنيون، وبعضهم قُتل نتيجة الهجمات العسكرية، على سبيل المثال، بسبب القصف المدفعي أو الغارات الجوية على بعض المناطق. إذاً، حتى إذا لم نجادل بالأرقام الفعلية، إلاّ أنهم رغم ذلك يحمّلونك المسؤولية عن مقتل أولئك المدنيين الذين قتلوا بسبب الهجمات العسكرية. هل تقبلون بذلك؟

الرئيس الأسد: أولاً، لا نستطيع التحدث عن الأرقام دون التحدّث عن الأسماء، الناس الذين قتلوا لهم أسماء. ثانياً، لماذا قُتل هؤلاء؟ أين وكيف قتلوا؟ من قتلهم؟ عصابات مسلحة، مجموعات إرهابية، مجرمون، مختطِفون، الجيش، من؟

صنداي تايمز: إنه خليط من كل هذه العمليات.
الرئيس الأسد: نعم إنه خليط، لكن سؤالك يعني ضمنياً أن هناك شخصاً واحداً يتحمل المسؤولية عن الوضع الراهن وعن جميع هؤلاء الضحايا. والحقيقة هي أنه منذ اليوم الأول والوضع في سورية يتأثر بالديناميكيات العسكرية والسياسية، وكلاهما يتحرك بسرعة، وفي مثل هذه الأوضاع، هناك محفِّزات وعوائق. إن افتراض أن طرفاً واحداً مسؤول عن جميع العوائق وأن طرفاً آخر مسؤول عن جميع المحفزات أمر مناف للعقل والمنطق.

لقد قُتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء، والكثير من السوريين يكابدون ويعانون. كما قلت من قبل، إن هذا لا يؤلم أحداً في العالم كما يؤلمنا نحن السوريين، ولهذا ندفع نحو الحوار السياسي. أنا لست في وارد توزيع اللوم هنا، لكن إذا كنت تتحدثين عن المسؤولية، فإن الأمر الواضح هو أن لدي مسؤولية دستورية تقضي بالمحافظة على سورية والسوريين من المجموعات الإرهابية والمتطرفة.

صنداي تايمز: ما هو دور القاعدة والجهاديين الآخرين، وما هو التهديد الذي يشكلونه لسورية والمنطقة وأوروبا؟ هل أنت قلق من أن تتحول سورية إلى ما يشبه ما حدث بالشيشان في الماضي؟ هل أنت قلق حيال مصير الأقليات إذا خسرتم هذه الحرب، أو نشوب حرب طائفية شبيهة بما حدث في العراق؟

الرئيس الأسد: دور القاعدة في سورية كدورها في كل مكان من هذا العالم: القتل، وقطع الرؤوس، والتعذيب ومنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم؛ لأن أيديولوجيا القاعدة، كما تعلمين، تزدهر حيث يسود الجهل. إنهم يحاولون اختراق المجتمع بأيديولوجيتهم الظلامية المتطرفة، وهم ينجحون في ذلك.

أما إذا أردنا التحدث عن القلق حيال أي شيء في سورية، فنحن لسنا قلقين على "الأقليات"، هذا وصف سطحي لأن سورية هي مزيج من الأديان، والطوائف، والعرقيات والأيديولوجيات التي تشكّل معاً خليطاً منسجماً ومتناغماً بصرف النظر عن الحصص أو النسب المئوية.

ينبغي أن نقلق على غالبية الشعب السوري المعتدل بطبيعته والتي ستصبح أقلية إذا لم نحارب هذا التطرف – وعندها ستتوقف سورية عن الوجود.

وإذا كان هناك قلق على سورية بهذا المعنى، ينبغي الشعور بالقلق على الشرق الأوسط، لأننا المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة. وإذا كان ثمة قلق على الشرق الأوسط، ينبغي على العالم بأسره أن يكون قلقاً على استقراره. هذا هو الواقع كما نراه.

صنداي تايمز: ما مدى التهديد الذي تشكله القاعدة الآن؟

الرئيس الأسد: التهديد الذي تشكله بأيديولوجيا أكبر من التهديد بعمليات القتل التي ترتكبها. القتل خطير بالطبع، لكن المسار الذي لا يمكن عكسه هو مسار الأيديولوجيا، هذا هو الأمر الخطير، وقد دأبنا على التحذير من ذلك منذ سنوات، حتى قبل الصراع. لقد كان علينا التعامل مع تلك الأيديولوجيات منذ أواخر السبعينيات، كنا أول من تصدى لأولئك الإرهابيين في المنطقة، أولئك الذين كانوا يرتدون عباءة الإسلام.

لطالما حذرنا من ذلك، خصوصاً في العقد الماضي، خلال غزو واحتلال أفغانستان والعراق. إن الغرب يتصرف برد الفعل وليس بالفعل والمبادرة، علينا أن نبادر وأن نعالج الأيديولوجيا أولاً. فحرب على الإرهاب دون معالجة الأيديولوجيا لن تجدي نفعاً وستجعل الأمور أسوأ.

إن القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديداً وخطراً ليس فقط على سورية بل على المنطقة بأسرها.
صنداي تايمز: نُقل عن المسؤولين الأميركيين مؤخراً، وخصوصاً بالأمس، أن القرار الأميركي بعدم تسليح المتمردين يمكن أن يتم تعديله. إذا حدث ذلك، فما تداعياته من وجهة نظركم في سورية وفي المنطقة؟ وما هو التحذير الذي توجهونه ضد هذه الخطوة؟ إنهم يتحدثون الآن عن تزويد المتمردين بالعربات المصفحة والتدريب والسترات الواقية.

الرئيس الأسد: تعرفين أن الجريمة لا تتعلق فقط بالضحية والمجرم، بل بالمتواطئ والشريك الذي يقدم الدعم، سواء كان الدعم معنوياً أو لوجستياً.
لقد قلت مراراً إن سورية هي بمثابة خط تماس جغرافياً وسياسياً، واجتماعياً، وأيديولوجياً، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط.

وفي الوقت ذاته، هل الوضع أفضل في ليبيا اليوم؟ في مالي؟ في تونس؟ في مصر؟ إن أي تدخل لن يجعل الأمور أفضل، بل سيجعلها أسوأ. وعندما يتزعزع استقرار هذه المنطقة، فإن أوروبا والولايات المتحدة والمتواطئين الآخرين سيدفعون الثمن عاجلاً أو آجلاً. إنهم لا يستشرفون ما سيحدث في المستقبل.

صنداي تايمز: ما هي رسالتك إلى إسرائيل بعد غاراتها الجوية التي شنتها على سورية؟ هل ستردّون؟ وكيف ستردون على أي هجمات مستقبلية تشنها القوات الإسرائيلية، خصوصاً وأن حكومتها قالت إنها ستفعل ذلك مرة أخرى إذا دعت الحاجة؟

الرئيس الأسد: لقد ردّت سورية في كل مرة، لكن بطريقتها، وليس بالمثل، والإسرائيليون وحدهم يعرفون ما نقصده، أي كيف كان ردّنا.

صنداي تايمز: هل لكم أن تتوسعوا في ذلك؟

الرئيس الأسد: نعم، الرد لا يعني صاروخاً بصاروخ أو رصاصة برصاصة. لا ينبغي أن يكون ردنا معلناً بالضرورة؛ والإسرائيليون وحدهم يعرفون ما أعنيه.
صنداي تايمز: لكن لا تستطيع أن تخبرنا كيف؟.

الرئيس الأسد: نحن لا نعلن ذلك.

صنداي تايمز: قابلت صبياً في السابعة من عمره في الأردن.

الرئيس الأسد: صبي سوري؟

صنداي تايمز: صبي سوري كان قد فقد ذراعه وساقه في هجوم صاروخي في الحراك. قُتل خمسة أطفال من أسرته في ذلك الانفجار. كأب، ما الذي يمكن أن تقوله لذاك الصبي؟ ولماذا قُتل كل هذا العدد من المدنيين الأبرياء، سواء في الغارات الجوية أو في عمليات القصف التي يقوم بها الجيش وأحياناً بإطلاق النار من قبل ما يسمى بالشبيحة؟

الرئيس الأسد: ما اسم ذلك الصبي؟

صنداي تايمز: الحقيقة كان لدي اسمه ... لكن .. يمكن أن أحضره لكم لاحقاً.

الرئيس الأسد: كما قلت، لكل ضحية في هذه الأزمة اسم، ولكل ضحية أسرة. الطفل صابر مثلاً، وعمره 5 سنوات، فقد ساقه وهو يتناول الفطور مع أسرته في بيته، وفقد والدته وأفراد أسرته الآخرين. ريّان طفل عمره 4 سنوات شهد ذبح شقيقيه لأنهم شاركوا بمسيرة جميعاً. ليس لأي من هذه الأسر أي انتماء سياسي.

الأطفال هم الرابطة الأكثر هشاشة في أي مجتمع، وللأسف فهم في كثير من الأحيان يدفعون أبهظ الأثمان في أي صراع. كأب لدي أطفال صغار، أعرف معنى أن يتعرض الأطفال للأذى من شيء بسيط، فكيف إذا تعرض لأذى كبير أو إذا فقد المرء طفلاً، إنه أسوأ شيء يمكن لأي عائلة أن تواجهه.

في كل الصراعات، هناك هذه القصص المؤلمة التي تصيب أي مجتمع. لكن هذا هو الدافع الأكبر والأقوى بالنسبة لنا في محاربة الإرهاب. الإنسانيون الحقيقيون، الذين يشعرون بالألم الذي نشعره حول أطفالنا وحالات الفقدان التي تصيبنا، عليهم أن يشجعوا حكوماتهم على منع تهريب الأسلحة والإرهابيين ومنع الإرهابيين من الحصول على أي معدات عسكرية من أي بلد.

صنداي تايمز: سيادة الرئيس، عندما تستلقي في سريرك في الليل، هل تسمع الانفجارات في دمشق؟ وكحال السوريين الآخرين، هل تشعر بالقلق على عائلتك؟ هل تقلق من أن سلامتك الشخصية قد تتعرض للخطر؟

الرئيس الأسد: أنا أرى الأمور بشكل مختلف تماماً... هل يمكن لأي شخص أن يكون آمناً شخصياً أو أن تكون عائلته آمنة إذا كان البلد في خطر؟ إذا لم يكن البلد آمناً، لا يمكن أن يكون الفرد آمناً. لذلك، وبدلاً من أن تشعر بالقلق على نفسك أو عائلتك ينبغي القلق على كل مواطن وكل عائلة في بلدك. إنها علاقة متبادلة.

صنداي تايمز: تعلمون المخاوف لدى المجتمع الدولي حيال الأسلحة الكيميائية في سورية. هل يمكن لجيشكم أن يستعملها كخيار أخير ضد خصومكم؟ وتشير التقارير إلى أنه تم نقل هذه الأسلحة من مكان إلى آخر عدة مرات. إذا كان ذلك قد حدث، فلماذا؟ هل تشاطرون المجتمع الدولي قلقه حول إمكانية وقوعها في أيدي المتمردين الإسلاميين أو المجموعات المرتبطة بالقاعدة على سبيل المثال، ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لهذه الأسلحة؟

الرئيس الأسد: كل ما ذُكر فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية في سورية في وسائل الإعلام أو في أحاديث السياسيين لا يعدو كونه تخمينات، نحن لم نناقش، ولن نناقش أبداً، مسائل تتعلق بأسلحتنا مع أحد.

ما ينبغي للعالم أن يقلق بشأنه الآن هو وصول المواد الكيميائية إلى أيدي الإرهابيين، وقد تم نشر مقاطع فيديو تظهر اختبار مواد سامة على حيوانات أمام الكاميرا وتهديدات للسوريين بأنهم سيموتون بنفس الطريقة. لقد تبادلنا هذه المقاطع مع بلدان أخرى، وهذا ما ينبغي للعالم أن يركّز عليه بدلاً من فبركة عناوين مضللة حول الأسلحة الكيميائية السورية لتبرير أي تدخل في سورية.

صنداي تايمز: أعلم أنك لا تقول إن هذه الأسلحة آمنة أو غير آمنة. لكن ثمة مخاوف حول ما إذا كانت آمنة أو ما إذا كان لا أحد يستطيع الوصول إليها.

الرئيس الأسد: ما من بلد يتحدث عن قدراته.

صنداي تايمز: أمر آخر يكثر الحديث عنه أيضاً: ما هو دور حزب الله وإيران وروسيا؟ وهل تعرفون بوجود أي مقاتلين من حزب الله في سورية وماذا يفعلون؟ وما هي الأسلحة التي يزودكم بها حلفاؤكم الإيرانيون والروس، وما هي أشكال الدعم الأخرى التي يقدمونها لكم؟
الرئيس الأسد: الموقف الروسي واضح جداً فيما يتعلق بالأسلحة - إنهم يزودون سورية بأسلحة دفاعية وبشكل يتوافق مع القانون الدولي.

حزب الله، وإيران وروسيا يدعمون الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب.. دور روسيا بنّاء جداً، ودور إيران داعم جداً ودور حزب الله هو الدفاع عن لبنان وليس الدفاع عن سورية. نحن بلد عدد سكانه 23 مليون نسمة ولدينا جيش وطني وقوات شرطة قوية، لسنا بحاجة إلى مقاتلين أجانب يدافعون عن بلدنا.

السؤال الذي ينبغي أن يُطرح هو حول دور البلدان الأخرى – قطر، وتركيا والسعودية، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة - التي تدعم الإرهاب في سورية بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً.

صنداي تايمز: سيادة الرئيس، هل لي أن أسألك عن موقفك أنت؟ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال مؤخراً إن الأخضر الإبراهيمي اشتكى من أنه يريد أن يرى قدراً أكبر من المرونة من نظامكم وأنه في حين أنكم لا تقولون لا، يبدو أنكم أيضاً لا تقولون نعم. هل تعتقدون أنه يمكن التوصل إلى تسوية تفاوضية تظل بموجبها رئيساً، وهو ما يتساءل عنه كثيرون؟

الرئيس الأسد: لا تتوقعي من سياسي أن يقول فقط نعم أو لا بالمعنى المطلق، إنه ليس اختباراً متعدد الخيارات بحيث تشيرين إلى الجواب الصحيح أو الخاطئ. يمكن أن تتوقعي من السياسي أن يقدم رؤية، ورؤيتنا واضحة جداً، لدينا خطة، وكل من يريد أن يتعامل معنا يمكنه فعل ذلك من خلال خطتنا، هذا واضح جداً كي لا يكون هناك إضاعة للوقت.

هذا السؤال يعكس ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الغربية حول شخصنة المشكلة برمتها في سورية، والإيحاء بأن الصراع برمته يتعلق بالرئيس ومستقبله.

إذا كانت هذه الحجة صحيحة، فإن رحيلي سيوقف القتال. من الواضح أن هذا مناف للعقل والمنطق، والسوابق الحديثة العهد في ليبيا، واليمن، ومصر تشهد على ذلك. دافعهم هو تجنب جوهر القضية وهو الحوار والإصلاح ومحاربة الإرهاب. إن إرث تدخلاتهم في منطقتنا يتمثل في الفوضى والدمار والكوارث. إذاً كيف يمكنهم أن يبرروا أي تدخل لهم في المستقبل. هم لا يستطيعون ولذلك فإنهم يركزون على تحميل المسؤولية للرئيس ويدفعون من أجل رحيله؛ والتشكيك في مصداقيته؛ وما إذا كان يعيش في فقاعة أم لا؛ وما إذا كان منفصلاً عن الواقع أم لا. وهكذا فإن محور الصراع يصبح الرئيس.

صنداي تايمز: بعض المسؤولين الأجانب دعوا إلى محاكمتكم بتهم ارتكاب جرائم حرب في محكمة الجنايات الدولية بوصفكم الشخص المسؤول عن أعمال الجيش، هل تخشون المحاكمة من قبل محكمة الجنايات الدولية، أو احتمال الملاحقة القضائية في المستقبل والمحاكمة في سورية؟

الرئيس الأسد: عندما تُطرح أي قضية تتعلق بالأمم المتحدة، فإنك تثيرين قضية المصداقية، وجميعنا نعرف، وخصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، بأن الأمم المتحدة وكل المنظمات التابعة لها بلا استثناء هي ضحية الهيمنة بدلاً من أن تكون معقلاً للعدالة. لقد أصبحت أدواتً مسيّسة لزعزعة الاستقرار ومهاجمة البلدان ذات السيادة، وهو ما يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة نفسه.

السؤال الذي ينبغي طرحه الآن هو: هل سيحاكمون القادة البريطانيين والأميركيين الذين هاجموا العراق عام 2003 وتسببوا بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، ناهيك عن الأيتام والمشوهين والمعاقين؟ هل سيحاكمون الأميركيين والفرنسيين وغيرهم ممن هاجموا ليبيا دون قرار من الأمم المتحدة في العام الماضي، وتسببوا أيضاً في مقتل مئات أو ربما آلاف الأشخاص؟ هم لن يفعلوا ذلك.. الجواب في غاية الوضوح.

من جانب آخر، تعرفين أن إرسال المرتزقة إلى أي بلد يعتبر جريمة حرب طبقاً لمبادئ نورمبيرغ وطبقاً لميثاق لندن لعام 1945، وبناء عليه هل سيحيلون أردوغان إلى هذه المحكمة لأنه أرسل المرتزقة إلى سورية؟ وهل سيفعلون الشيء ذاته مع القطريين والسعوديين؟ إذا حصلنا على أجوبة هذه الأسئلة، عندها يمكننا التحدث عن منظمات السلام وعن المصداقية.

جوابي مختصر جداً وهو أنه عندما يدافع الناس عن بلادهم فإنهم لا يأخذون في الاعتبار أي أمر آخر.

صنداي تايمز: النظر إلى الوراء والحكم على الماضي بمنظور الحاضر أمر رائع سيادة الرئيس. إذا أتيح لك إعادة عقارب الساعة عامين إلى الوراء، هل كنت ستتعامل مع أي شيء بطريقة مختلفة؟ هل تعتقد أن هناك أشياء كان ينبغي معالجتها بطريقة مختلفة؟ وما هي الأخطاء التي تعتقد أن بعض أنصارك ارتكبوها وكنت ترغب بتغييرها؟

الرئيس الأسد: يمكن أن تطرحي هذا السؤال على رئيس إذا كان هو المسؤول الوحيد عن كل سياق الأحداث. في حالتنا في سورية، نعرف أن هناك الكثير من اللاعبين الخارجيين، وبالتالي يجب تطبيق الحكم على الماضي من منظور الحاضر على كل لاعب من هؤلاء. يجب سؤال أردوغان على سبيل المثال: هل كنت سترسل إرهابيين لقتل السوريين؟ هل كنت ستقدم دعماً لوجستياً لهم؟ ويجب سؤال السعوديين والقطريين: هل كنتم سترسلون الأموال للإرهابيين وللقاعدة أو لأي منظمات إرهابية أخرى لقتل السوريين؟ وينبغي طرح نفس السؤال على المسؤولين الأوروبيين والأميركيين: هل كنتم ستوفرون مظلة سياسية لأولئك الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين الأبرياء في سورية؟

في سورية، اتخذنا قرارين: القرار الأول إطلاق الحوار والقرار الثاني محاربة الإرهاب. إذا طلبتِ من أي سوري أن يحكم على الماضي بمنظور الحاضر وسألته ما إذا كان سيقول لا للحوار ونعم للإرهاب، لا أعتقد أن أي شخص عاقل سيوافقك الرأي. لذلك، أعتقد أنه إذا حكمنا على الماضي بمنظور الحاضر نجد أننا بدأنا بالحوار وسنستمر في الحوار، وقلنا بأننا سنحارب الإرهاب وسنستمر في محاربته.

صنداي تايمز: هل تفكر على الإطلاق بإمكانية العيش في المنفى، إذا وصلت الأمور إلى ذلك الاحتمال؟ وهل ستخرج من البلاد إذا كان ذلك يزيد من فرص السلام في سورية؟

الرئيس الأسد: مرة أخرى، الأمر لا يتعلق بالرئيس. ما من مواطن أو شخص وطني يمكن أن يفكر بالعيش خارج بلاده.

صنداي تايمز: لن تغادر أبداً؟

الرئيس الأسد: ما من شخص وطني يمكن أن يفكر بالعيش خارج بلاده. وأنا حالي كحال أي سوري وطني.

صنداي تايمز: ما مدى الصدمة التي تسبب بها الانفجار الذي أودى بحياة بعض كبار ضباطك، بمن فيهم صهرك؟

الرئيس الأسد: أنت تذكرين صهري، لكن هذه ليست مسألة عائلية، فعندما يتم اغتيال مسؤولين رفيعي المستوى فإن المسألة مسألة وطنية وليست عائلية. إن جريمة كتلك تجعلنا أكثر تصميماً على محاربة الإرهاب. الأمر لا يتعلق بالمشاعر بقدر ما يتعلق بما ينبغي فعله.

صنداي تايمز: أخيراً سيادة الرئيس هل لي أن أسألك عن زميلتي ماري كولفن التي قتلت خلال عملية قصف لمركز إعلامي معارض في بابا عمرو في 22 شباط من العام الماضي؟ هل تم استهدافها، كما أشار البعض، لأنها أدانت الدمار على التلفزيون البريطاني والأمريكي؟ أم إنها كانت ببساطة سيئة الحظ؟ هل سمعت بمقتلها حينذاك، وإذا كنت قد سمعت ماذا كان رد فعلك؟

الرئيس الأسد: بالطبع، سمعت بقصتها من وسائل الإعلام. عندما يذهب صحفي إلى مناطق صراع، كما تفعلين أنت الآن، لتغطية الأحداث ونقلها إلى العالم، أعتقد أن هذا عمل شجاع جداً. وكل شخص أو مسؤول عاقل وكل حكومة ينبغي أن تدعم الصحفيين في جهودهم لأن ذلك سيساعد في تسليط الضوء على الأحداث على الأرض وفضح البروباغاندا أينما وجدت. للأسف، ففي معظم الصراعات هناك صحفيون يدفعون حياتهم ثمناً لذلك. من المحزن دائماً عندما يقتل صحفي، لأنه ليس مع هذا الطرف أو ذاك، وليس حتى طرف في المشكلة.. إنهم هناك فقط لتغطية الأحداث.

ثمة حرب إعلامية على سورية تمنع إيصال الحقيقة إلى العالم الخارجي. لدينا 14 صحفياً سورياً قتلوا منذ بداية الأزمة، ولم يقتلوا جميعاً في الميدان، بعضهم استُهدف في منزله، واختُطف وعُذِّب ثم قُتل. بعضهم لا يزال مفقوداً. هوجمت أكثر من محطة تلفزيون سورية من قبل الإرهابيين وقنابلهم. والآن ثمة حظر على بث القنوات التلفزيونية السورية على أنظمة الأقمار الصناعية الأوروبية.

ومن المعروف أيضاً كيف أن المتمردين استغلوا الصحفيين أحياناً لمصلحتهم، وأفضل مثال على ذلك الصحفي البريطاني الذي تمكن من الهرب منهم.

صنداي تايمز: تقصد أليكس طومسون؟

الرئيس الأسد: نعم، لقد تم استدراجه إلى فخ من قبل الإرهابيين كي يتم اتهام الجيش السوري بقتله. ولهذا من المهم دخول البلاد بشكل قانوني، والحصول على تأشيرة دخول. لم يكن هذا هو الحال في حالة ماري كولفن. لا نعرف لماذا، والأمر ليس واضحاً. إذا دخلت إلى البلاد بشكل غير قانوني، لا يمكن أن تتوقعي من الدولة أن تكون مسؤولة عما يحدث.

على عكس الاعتقاد السائد، فمنذ بداية الأزمة حصل مئات الصحفيين من سائر أنحاء العالم، بمن فيهم أنت، على تأشيرات دخول وهم يغطون الأحداث ويرسلون تقاريرهم بحرية من داخل سورية دون أي تدخل في عملهم ودون أي عوائق تحول دون إنجاز مهامهم.

Feb 21, 2013

جان كارات.. "مسبّع الكارات" في الغناء الجزراوي

الفنان الراحل جان كارات


استطاع الفنان جان كارات أن يغني كل ألوان الغناء الجزراوي، فكان واحداً من أشهر وأقدم فناني الجزيرة السورية حتى اليوم رغم مفارقته الحياة.


يقول السيد جوزيف أنطي عن الفنان الراحل : «يعتبر الفنان المبدع جان كارات من القامات الفنية التي أبدعت في مجال الفن المتنوع "الغناء، الرسم، الخط، الديكور، وهذا التنوّع في العبقرية ظهرمنذ طفولته واستمر حتّى غدا مطرب الجزيرة السورية حيث أحيا بفنّه تراث ماردين وارثاً جمال الصوت عن والدته زكية  التي تنحدر من عائلة كريمة ماردينيّة، وتميّز جان بأنه من الرجال الذين افتخر بهم أبناء منطقته برمتها، فقد ترك بصمات وذكريات وآثاراً راسخة في الأذهان لن تمحى ويكفيه شهرة أنه لقب "بمسبّع الكارات"».

ويضيف: «اسم "كارات" يعني "متعدد المواهب"، فقد كان يغني ألواناً غنائية منوعة بعدة لغات كالتركي، الكردي، العربي، السرياني، الأرمني، والآشوري، وهو ما أكسبه جمهوراً غفيراً، وأحيا العشرات من الحفلات والمهرجانات والسهرات، وفي مرحلة شبابه المبكرة دخل سجل الموهوبين بدرجة الامتياز، وفي بداياته أحبّ الفن ففي عام 1964 تعلّم العزف على آلة العود ومع العزف أتقن الغناء معه، وأوّل إطلالة غنائيّة له كانت مع أغنية "جينا نغنيلك يازين"، ونوّع في غنائه وأبدع في الموشح الأندلسي، وفي عام 1968 التحق بخدمة العلم، وبعد الانتهاء أبحر بإبداع في فن الرسم والخط واستخدام الألوان ورسم المناظر الجميلة والطبيعة، أمّا الخط فخرّج العشرات من خطّاطي المدينة ولوحاته التي أبدع فيها مازالت على جدران المدينة وعمرها عشرات السنين، وأغلبية المؤسسات والدوائر والمحلات هي من تخطيط الفنان المذكور، فقد كان يجيد استخدام كل الخطوط وكافة أنواع الأقلام».

للسيد جوزيف أنطي تجربة ميدانية مع الفنان "جان" حيث قال: «منذ عام 1971 بدأت بالتواصل معه في الحضور إلى كافة حفلاته وسهراته الغنائيّة، انضم إلى فرقة "جيني" الفنيّة الغنائية، وانضم أيضاً إلى الفوج الكشفي الرابع بالقامشلي، وكانت له عدة ألحان ومؤلفات مع رواد الفن، ثم سافر إلى "الموصل" وبقي فيها فترة من الزمن وكان له فيها محطّات غنائيّة طويلة، أمّا أخوية مار "يعقوب بالقامشلي" فوقف على منصتها الغنائية مراراً وكثيراً، علماً أن العديد من الفنانين يتناولون أغانيه الجزراوية المحبوبة، وهو من ساهم بإعطاء الكنيسة دوراً مهماً في ترتيل الصلوات الدينية باللغة العربيّة والسريانيّة، وقدم أغانيه في كل من "السويد، هولندا، ألمانيا، كندا، أمريكا، سويسرا، لبنان، الموصل"، وشارك مع العديد من فناني "العراق، لبنان" في لقاءات فنية، وشارك في مهرجان الأغنية الفلكلورية في تونس وفي "اسطنبول"، وصمم العديد من النصب التذكارية في ساحة السبع بحرات "بالقامشلي" وساحة الشهداء، وكذلك العديد من أغلفة الكتب، وقد داهمه المرض باكراً ومع ذلك استمر في عطاءاته الفنية ونال التكريم تلو التكريم ومع حلول العام 2003 فارق الحياة».

الخطاط ديدار ظاظا

أقدم خطّاطي المدينة الفنان ديدار ظاظا هو واحد من الذين رافقوا المرحوم لسنوات عدّة فتحدّث عنه قائلاً: «هو رمز من رموز الفن والإبداع والتألق، تتذكره منطقتنا بكثير من الثناء والحب، وبالإضافة إلى كل ما ذكر عنه فهو مهندس للتصميم والديكور دون الحصول على شهادة في الهندسة، ولكنه حمل لقب الهندسة للمزايا التي يتمتع بها في هذا المجال حيث تم طلبه ليعمل في تصميم الديكور بعدة دول غربية "كالسويد، ألمانيا"».

ويضيف قائلاً: «وكان يملك إمكانات عالية جداً في الفن وكان يقدم حلولاً سريعة وجميلة لأي عمل ينجزه، وكان ذواقاً ماهراً في تناسق الألوان والعناوين في لوحات الرسم، وقد رافقته في الرسم والخط منذ عام 1980 وحتى عام 1991، لقد كان ينتمي إلى أسرة فنية متعددة المواهب والفنون، أمّا رصيده بعد غيابه فهو كثرة المعجبين والمحبين لشخصه وعمله وإبداعاته، ولا تكاد تمر بشارع في محافظة "الحسكة" إلا وترى لوحة أو أكثر باسمه».

Feb 7, 2013

القامشلي وخميس السكارى








وهو تقليد شعبي أخذ عليه اهل القامشلي منذ زمن قديم ( وقد يذكره البعض بانه عادة قديمة في الشرق المسيحي وربما في الغرب ايضا ) وفحواه انه في يوم الخميس الذي يسبق الصوم الاربعيني ( الصوم الكبير ) أشيع بأنه في ليلة هذا الخميس يتوجب على رجال القامشلي وخصوصا من الشباب المتزوجين او العزاب تناول الخمر ( العرق ) وهو المشروب الروحي الوحيد الذي كان متوفرا في تلك الايام  ، علما انه كان يـُحَضـَّر ويـُصَنـَّع في بيوت المدينة ، فنادرا ما كنت تجد دارا يخلوا من هذا المشروب ، فتعمر الموائد خصوصا باللحم المشوي والقلية الذي يكون مخزونا في الدار والذي يتوجب التخلص منه خلال هذه الايام قبل الصوم ، ويتزاور الاصدقاء والاقارب لعقد جلسات السمر في هذه الليلة التي سوف تطول ايام عودتها ، لانهم مقبلون على الصوم .




في هذه الليلة وتسمى ( ليلة خميس السكارى ) يقولون او هو شائع انه من لايتناول الخمر في مثل هذا اليوم يسقط اقرب المحبوبين إليه من سطح الدار ،  فالمتزوج يقال له سوف تسقط زوجته ، والخاطب خطيبته ، والعازب حبيبته إذا كان يحب ، أو أمه أو أخته ، وطبعا هذا الادعاء بعيد عن الحقيقة ولكن يستخدمه البعض كذريعة لإرضاء نهمه في شرب الخمر ، ولانه ايضا سوف يبتعد عن تناوله طيلة ايام الصوم الاربعيني ، حيث لا يحل شرب الخمر خلال ايام الصوم ، كونه يعبر عن الفرح وهو مخالف لما يذهب اليه الصوم ، وتعليم الكنيسة يرفضه ايضا.

Jan 30, 2013

مجموعات المرتزقة تسرق وتنهب مدارس القامشلي

 الأربعاء, 30 كانون الثاني 2013
القامشلي- عبد العظيم العبد الله - البعث ميديا

 مهما كانت ظروف الاستغلال وأسبابها فإن من أعظم الكبائر أن تنتهك حرمات المنشآت التربوية، وهو ما حصل لعدد يتجاوز عشر مدارس في مدينة القامشلي، حيث تمّ نهب ممتلكاتها ووسائلها على يد ارهابيين استغلوا العطلة الانتصافية وانقطاع الكهرباء عن تلك المدارس ومن بينها عدد من روضات البراعم، فكان صدمة اليوم الأول لحماة العلم وأبنائه أن وجدوا وسائلهم التعليميّة والتربوية قد طالتها يد الخيانة والقذارة، ومع ذلك استمرت العملية التعليمية في مدينة القامشلي وافتتحوا دورهم من جديد في أوّل أيام الدوام الفصلي الثاني بعد أن تبنّت الجهات الرسمية ومديرية التربية إجراءاتها وتسخير كلّ أدواته القانونية للوصول إلى الجناة.

Jan 23, 2013

"توفير القامشلي" محرج مع زبائنه والسيارة المصفحة حلاً

 أكد مدير مصرف توفير البريد في القامشلي عبد  الباقي إسماعيل للـ"البعث" أن السيولة موجودة في المصرف بمحافظة الحسكة، لكن الظروف الأمنية وعدم  توفر سيارة مصفحة لدى المصرف أعاق عملية  نقل الأموال من المحافظة  إلى مدينة  القامشلي  والتي تبعد مسافة 90كم عن الحسكة، مشيراً إلى أن المصرف التجاري امتنع عن تمويلنا بأي مبلغ لتلبية حاجة المودعين لقضاء أعمالهم الضرورية، لذلك طلبنا  من المودعين السفر إلى الحسكة للحصول على ما يحتاجونه من سحوبات، لكن أغلب المواطنين رفضوا السفر للظروف نفسها كي لايعرضوا أنفسهم للخطر وهم وضعوا أموالهم في مصرف القامشلي وليس في مصارف الحسكة. ولفت إسماعيل إلى أن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي يعيق العمل بالمصرف أيضاً لعدم وجود محولة كهربائية لمتابعة العمل بشكل منتظم، وهذا الوضع  يعرضنا لمواقف محرجة وصدام  مع المودعين، على حدّ قوله!.


وأكد إسماعيل أنه أرسل كتاباً للإدارة بشأن إيجاد بديل للمحولة المعطلة، ولكن حتى الآن لم يأتهم الرد بتأمينها، وبالتالي لاتزال المعاناة مستمرة والمواطن يكاد يفقد ثقته بالمصرف!!.

Jan 22, 2013

تقرير صفحة القامشلي عن حرب الإرهاب على رأس العين

أفغاني من قادة جبهة النصرة في منطقة رأس العين


شهدت مدينة رأس العين يوم الأثنين المصادف 21 كانون الثاني 2013 أعنف معاركها على جبهة العبرة حيث قامت  الجماعات الإرهابية السلفية القادمة من تركية بتركيز كامل قوتها على هذه الجبهة للتمكن من الدخول إلى حي الخرابات واستعملت كافة أنواع الأسلحة الثقيلة من قاذفات الآربيجيه والهاون بشكل عشوائي والمدافع ولكن وحدات حماية الشعب وإلى جانبهم بواسل شباب رأس العين لم يبارحوا أماكنهم ونقاطهم القتالية المتمركزين فيها وكبدوهم خسائر فادحة في صفوفهم.

في تصريح من الجماعات الإرهابية أنفسهم بأن ظهر يوم أمس قد قتل ما لايقل عن خمسة عشر قتيلاً وهذا بحسب إعلانهم ومن جهة أخرى استشهد عدد من المدنييين بينهم طفلة عمرها لا يتجاوز الخمس سنوات وأخ لها عمره لا يتجاوز العشر سنوات واصابة والدهم بجروح متوسطة نتيجة للقصف العشوائي على منازل المدنيين , كما استشهد اليوم المقاتل في وحدات الحماية الشعبية الشاب سرحد من القامشلي وسيشيع جثمانه غداً في مدينة القامشلي ومنها إلى مقبرة الشهيد دليل ساروخان في مدينة القامشلي كما استهدف قناصهم شاب متخلف عقلياً وهو ( أورهان عمر مختار ) الملقب ( أورهانو) أثناء تجوله في حي الخرابات المتاخم للحدود التركية , ومن جهة أخرى استشهد الشاب جلال بوري من قناص أثناء محاولته الدخول إلى منزله , كما قامت وحدات الشعب بإصابة دبابة حاولت أن تقصف حي الخرابات وألحقت بها أضرار بالغة جعلتها عاجزة عن القصف ولكنها تمكنت من الفرار لتتمكن من الإختباء من الضربات المتتالية عليها , هذا ومن جهة أخرى فإن معنويات مقاتلي وحدات الجبهة الشعبية للحماية عالية جداً وهم مؤمنون بأن هذه المعركة هي الحاسمة وهي معركة الوجود واللاوجود معركة للحفاظ على الهوية والكرامة السورية لذلك ترى الشباب يتوافدون إلى ساحات القتال بالأغاني الثورية مصممين على الانتصار في هذه المعركة.

Jan 21, 2013

ارتفاع مخازين سدود "الحسكة" بعد الأمطار الأخيرة

 
 
سانا
 
أسهمت الأمطار الأخيرة التي شهدتها معظم أرجاء محافظة "الحسكة" خلال الأيام الماضية بتحسن مخازين السدود الرئيسية في المحافظة.

وذكر المهندس "عبد الرزاق العواك" مدير الموارد المائية في "الحسكة" بتاريخ 19/1/2013 أن تخزين سد الحسكة الجنوبي ارتفع من 73.59 إلى 111.88 مليون متر مكعب مقابل نحو 66 مليون متر مكعب في مثل هذه الفترة من العام الماضي ووصل تخزين سد الحسكة الغربي إلى 11.464 مليون متر مكعب في حين بلغ تخزين سد الحسكة الشرقي 18.82 مليون متر مكعب.
وأضاف "العواك" أن كمية التخزين في سد السفان بلغت 14.452 مليون متر مكعب وفي سد باب الحديد 1.185مليون متر مكعب وفي سد الجراحي 1.652 مليون متر مكعب وفي سد الحاكمية 1.661مليون متر مكعب مبينا أن مجموع مخازين السدود في المحافظة تبلغ أكثر من 161 مليون متر مكعب حاليا مقابل 133.647 مليون متر مكعب في هذه الفترة من العام 2012.
وأشار مدير الموارد المائية إلى أن هطول الأمطار الغزيرة في المحافظة وخاصة في المنطقة الشمالية والغربية ومنطقة جبل عبد العزيز أدى إلى حدوث السيول والفيضانات التي تغذي مجاري الأنهار لافتا إلى أن أقصى معدل تم تسجيله لغزارة نهر الخابور نهاية العام 2012وصل إلى 62 مترا مكعبا في الثانية عند بلدة تل تمر الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا شمال غرب مدينة "الحسكة".
وأوضح أن أقصى غزارة لنهر الجغجغ بلغت 15 مترا مكعبا في الثانية عند مدينة الحسكة ووصلت غزارة نهر الجرجب عند مدينة رأس العين إلى 40 مترا مكعبا في الثانية مشيرا إلى أن تشكل السيول أسهم بتحسين نسب تخزين السدود وتدفق الأنهار في المحافظة وتحسين نسب المياه الجوفية ورفد السدود والأنهار بالمياه.

Jan 14, 2013

سوريون من القامشلي يقعون ضحايا تأشيرات سفر مزورة في لبنان


 
 
ثمن الـ"فيزا" أو الإقامة لمن يريد من بعض طوائف سورية الهروب والعيش في دولة أوروبية، الخبر شاع بين السوريين العالقين في بلدهم، ووجد الكثير منهم، بالرغم من المبالغ الكبيرة المطلوبة، ما يغريهم في ظل الحلم بالهرب إلى بلاد آمنة، وكثير منهم تهافت على "العرض"، لكن القصة في مكان آخر.
 
في السويد تقطن مجموعة من السوريين، الذين باشروا قبل فترة اتصالاتهم بأشخاص من القامشلي، ومن مختلف الأعمار بين 18 و35 سنة ومن عائلات بأكملها، وعرضوا عليهم تأشيرات دخول إلى الدول الأوروبية أو أوراق إقامة فيها.
 
طبعاً، هؤلاء نظروا إلى هذا العرض بمثابة خشبة خلاص، ووافقوا على إرسال جوازات سفرهم مع المبالغ المتفق عليها إلى السويد لإتمام المعاملات، وبعد أسابيع عادت هذه الجوازات مع تأشيرات الدخول والإقامات عليها ليبدأ مشوار أهالي القامشلي.
الخطوة الأولى كانت في حزم الأمتعة وما توفر من أشياء ثمينة، كون الهدف هو الهجرة، وتوديع الأهل والأصدقاء ومن ثم التوجّه إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، فالسفر من سورية غير متوفّر.
 
المفاجأة، أو بالأحرى الفاجعة، هي عندما أوقف الأمن العام اللبناني مسافري القامشلي، بعدما اكتشف أن التأشيرات والإقامات مزوّرة حينها، وبدلاً من الهروب إلى جنة أوروبا، انطلقت الاتصالات بالفاعليات اللبنانية والأحزاب من أجل مساعدة هؤلاء للخروج من محنتهم.
وأكدت مصادر بعض الأحزاب والفاعليات التي ساعدت في هذا الموضوع، لموقع "NOW" الالكتروني، أن ضحايا عملية الخداع ما زالوا في لبنان ولم يعودوا إلى سورية، وهم ينتظرون هذه المرة الطريقة الشرعية والصحيحة للمغادرة إلى إحدى الدول الأوروبية.

Jan 13, 2013

أزمة الغاز في القامشلي إلى انتهاء




بدأ أهالي مدينة "القامشلي" والمناطق التابعة لها بملامسة نتائج انتهاء أزمة نقص الغاز الخانقة التي لازمت المدينة في الأسابيع الماضية وذلك بعد الانتهاء من تصليح خط النفط المرافق للغاز وهو ما أكّده مدير غاز "السويدية" المهندس "بحري حمو" لمدوّنة وطن بتاريخ 11/1/2013.

يقول "حمو" عن الإنتاج: «إنّ الإنتاج اليومي الآن يصل لما يقارب 12000 ألف أسطوانة، وهذه النسبة اليومية ساهمت بشكل كبير في تخفيف الضغط والطلب الكبير علي الغاز، وستنتهي الأزمة نهائياً مع نهاية الأسبوع القادم إذا تمّ وضع الضوابط والأسس للتوزيع السليم وعدم الاحتكار والاتجار بتلك الأسطوانات، علماً أن عمالنا يواصلون العمل حتّى منتصف الليل في سبيل تأمين هذه الكمية اليومية، وهذا الإنتاج اليومي يكفي المحافظة بمدنها والقرى المحيطة بها».

Jan 3, 2013

سوري الوجه واليد واللسان


 
الخميس 3-1-2013
بقلم: ديب علي حسن
 
لا بهاء فوق بهائك، لا سماء أعلى من سمائك، لا كبرياء أكثر شموخاً من كبرياء، لا شمس في العالم إلا شمس معرفتك... صباح الخير أيها السوري أينما كنت وأينما حللت، وكيفما توجهت.. لك الأمنيات العذاب .. لك الأمل المنشود.

أيها السوري المنذور من فجر التاريخ، لنقرأ الأمس واليوم والغد ولنعلن أننا الأكثر إنسانية، شموخاً، شوقاً، عطاءً، حضارة، إننا الذين أنرنا الدنيا يوم كانت ظلاماً.
صباح سوري كان وسيبقى عاماً رحل غير آسفين عليه أبداً، لكننا مرهونون بما قدمناه من قرابين فداء، فداء نعم لسورية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
أيها السوري المزروع في حنايا الحضارة والإنسانية لن أذكرك لأنك لم ولن تنسى... لن أذكرك أن القمر من غير حقولنا مر و زؤان وأن الماء من غير سمائنا وأنهارنا وينابيعنا أجاج، أجاج، أجاج... وأن العنب من غير كروم حصىً وحجارة... وأن اللوز والتين والتفاح لا تثمر إلا هنا...
أيها السوري لن أذكرك لأنك لن تنسى أن البندقية بغير يد رجال الله أبطال جيشنا هي بندقية مأجورة، غادرة ناكثة للعهد، هي رصاصة تقتل الزنابق، وتغتال غد أطفالنا... أيها السوري لم تحص يوماً ما في جعبتك من إنجازات حضارية عبر وجودك، لكن الآخرين فعلوا ذلك، وهالهم أنك النبع الصافي، أرادوا أن يعكروا مسراك ومشربك، أن يلوثوا طهرك، ونبلك، لم تحص ما قدمته لهم وما تقدمه وما ستقدمه، لأن النبع الفرات لا يسأل شاربيه، لا يسأل وارديه كم أنتم ولم تشربون...؟ يغدق ماءه عذباً، سلسبيلاً، يرده من شاء ومتى شاء، ربما يشربون ويعكرون لكن الماء يتدفق، ينساب.... قد ينجحون لثوان، لدقائق لكن الصفاء سيعود.
أيها السوري: أيها المزروع أبطالاً ميامين، هم سر انتصارنا هم الشموخ الذي عجزت عنه أوابد وراسيات الأرض، لك أيها الجندي ضابطاً كنت أم صف ضابط أم... أم لك الطهر، لك العبق، لك الضياء... برد، ثلج، قرّ، حر، جوع، شغب، تعب، كلها مفردات لا تعني لك شيئاً أبداً، لم أر يوماً ما أحداً بصبرك، بعطائك، بدماثة، أخلاقك، لانجامل، لا نكتب إلا نبض غبار يتطاير من تحت وقع أقدامكم.‏
كل صباح نراكم، ابتسامة تخفي وراءها التعب، تبتسمون لنقوى، تروون الأرض لنتجذر ونقوى، ترتفعون قوافل، قوافل ليشمخ السنديان أكثر فأكثر ليورق الزيتون، وليخضر القمح، ليلثغ طفل بأول أبجدية.
أمهات هن الوضوء، هن الطهارة والزنابق، يودعن شباباً بروعة الوطن، بكلمات الدعاء: يا بني الوطن أمانة، أمانة، أمهات هن عبق الكون، وسر الوجود ما أروعهن تربية وعطاء وصبراً وافتداءً، أمهات هن أروع وأجمل كتاب قرأ فيه الأبناء.‏
أيها السوري... صباحك يشرق في كل مكان لا تعصباً، لا شو فينيه، لا إقليمية، لا...لا، بل لا بد من أن يعلم العالم أنك تعرف مكانتك الإنسانية والحضارية وتتواضع لتعلمهم كيف يكون النبل، كيف يكون الإنسان إنساناً، لا جسداً بشرياً يخبئ في برديه الوحش الكاسر... الذي تراه ليس إلا نفايات طال الانتظار لأن تلقى على مقلب القمامة.
مر عام، مضت سنة، سنتان، وقبل ذلك كثير... ونحن نبني بيوت الآخرين نعلي مجدهم، نهذب طباعهم، لكن الوحوش تروضت وضلوا أجلافاً.. أجلافاً أيها السوري، نذرت نفسك لهم، ونذروك للخراب، للدمار، للموت... أهم أخوة يوسف... لا... لا بل هم أساتذة الشياطين، وحاشا للشياطين أن تقرب الأنبياء.
أيها السوري: حان لك أن تشهر سيفك بوجه هؤلاء الأجلاف وقد فعلت، ذكرهم أنهم لصوص، أنهم سارقون للقمة عيشنا، ذكرهم أن الذي بنى لهم مجداً هو أنت، وأنهم هدموا حتى بيت الله الحرام، وقلت: يتوبون... لكن أنى لهم التوبة، وقد جبلت الشياطين من طينتهم...
صباح الخير: صباحكم سوري بامتياز... شعار، عبارة، تحية صباحية يرددها الزميل الإعلامي المتألق، نضال زغبور... هي شعاري وتحيتي هذا العام وكل عام... ولنصدح بها كل حين، كل ساعة.
القادم لنا، لأننا نحن من غزله بالتضحيات... لم يسقط المحال تحت أقدام أبطالنا اليوم ولن يسقط الغد، لالشيء إلا لأنه لم يعد موجوداً منذ سقط في حرب تشرين التحريرية وأورقت الرجولة والرجال، ولسليمان العيسى مبدع هذه القصيدة قلت: إنك خلية في جسد عربي تبحث عن ملايين الخلايا... ها نحن الخلايا... ها هو نبض النصر، ونبض الغد.
سلام لكم أيها الأوفياء، سلام لجنودنا، لغدنا، لكل سوري هو اليوم الجديد، والغد الجديد، ليكن بيتنا أولاً وأولاً فالآخرون رماد، رماد، ثعابين وصلال لا تعرف إلا الأوكار... صباحكم سوري بامتياز... وعامنا ويومنا وغدنا سوري الوجه واليد واللسان.‏