Dec 19, 2011

أنيس حنا مديواية شاهد على العصر في كتاب عنوانه القامشلي




في الخامسة والثمانين من عمر ذاكرته المتوقدة، أهدى شيخ وراقي الجزيرة " أنيس مديوايه" معشوقته "القامشلي" كتاباً يخلد فيه تاريخها بحرفية الاختصار.


لإلقاء الضوء على هذا الكتاب؛ التقى "eSyria" بتاريخ "8/12/2011" مؤلف الكتاب السيد "أنيس مديوايه" الذي قال: «"القامشلي " من المدن السورية الفاعلة اجتماعياً وزراعياً وثقافياً وسياسياً في الوطن الحبيب سورية، وهي من جزء تاريخ سورية، وأحد مكوناتها حضارتها، ولكن تاريخها يجهله كثيرون ويتوق كثيرون غيرهم لمعرفته، لذلك كانت رغبتي حاضرة لتعريفهم بماهيتها وبتاريخها العريق».

ويتابع " مديوايه" عن ولادة فكرة الكتاب بقوله: «منذ الأربع من السنين طُلب إلي أن أمد احدى الدوائر الرسمية بدمشق بمعلومات حول تاريخ المدينة، فقمت بأعداد دراسة من اربع صفحات تمت اذاعتها عبر إذاعة دمشق، ولما وجدت ان ما قدمته لا يشكل إلا الحيز البسيط من تاريخ المدينة، رأيت من المفيد للتاريخ وللقارئ أن ألملم ما تختزنه ذاكرتي الثمانينية من معلومات واحداث شهدتها خلال سنوات عمري التي قضيتها في هذه المدينة الرائعة، لأمزجها مع الوثائق التي بحوزتي والتي يعود لتاريخها لتسعين سنة، إضافة لما كتبه بعض الاصدقاء في المحافظة، ساعياً ليكون الكتاب أشمل وليس أكمل».



وعن الكتاب وتفصيلاته وتقسيماته يوضح "مديوايه": «تناولت سيرة "القامشلي" بدءاً من التأسيس وتخطيط المدينة على يد المهندس اليوناني " كرالمبو"، مروراً بمكونات نسيجها الوطني الرائع وصولاً لكيفية بناء المدينة والتغيرات العددية للسكان فيها، ثم تناولت النهضة الثقافية من مكتبات ومطابع وصحف ومجلات وجمعيات الخيرية، ثم عرجت على مساجدها وكنائسها وأديرتها مع سنة البناء وأسماء رؤساء الطوائف كافة، والتلال والقلاع المحيطة بها، ولأنها مدينة ناشطة سياسياً تناولت الأحزاب والتنظيمات السياسية وتاريخها ومؤسسيها، وكانت الحركة الرياضية والفنية المسرحية حاضرة».

ويتابع "مديوايه": «ربما لأول مرة يقرأ القارئ وصفاً لحوادث وقعت في الجزيرة السورية من قبيل "حادثة قضاء بياندور" 1923، وطقّة "عامودا" 1937، وحادثة سينما "عامودا"، ونزوح الآشوريين إلى سورية سنة 1933، وهجرة "الأرمن" من "سورية" إلى "أرمينيا"، ومكانة "الموسويين" وظهور "الماسونية" وتاريخ المحفل "الماسوني" الأول في مدينة القامشلي في دار الدكتور "بول سلافايكوف" وكان معروفاً في القامشلي بالدكتور البلغاري، يضاف لكل ما سبق معلومات قيّمة مثل إضاءات وذكريات في بدء الحياة الاجتماعية، والنواعير التي كانت على نهر "الجغجغ"، والقيصريات، وبعض رواد المنطقة الفكرية في المنطقة ثم شذرات من تاريخ الوطن كالحكومة الأولى، وقرارات جديرة بالاطلاع وأخيراً معلومات مهمة عن رؤساء سورية منذ عام 1918 حتى عام 2000، ومحافظات سورية عام 1943 ومجموع السكان حسب المذاهب ومساحات الأراضي والتوزع السكاني، والمدن المأهولة ولائحة بالمواد الغذائية، والمحاصيل الأخرى المصدّرة من الجزيرة وعدد المواشي».

وعن مشاريعه المستقبلية يقول" مديوايه": «أسعى لإعادة اصدار الكتاب وتوسيعه وتنقيحه، واضافة بعضاً من المعلومات والحوادث التي غفلت عن ذكرها لزيادة المعرفة بتاريخ ونشوء هذه المدينة العامرة».

ولأنها معشوقته يقول عن " القامشلي": « تعني لي الكثير الكثير عهد الوعي والمراهقة والشباب والرجولة والشيخوخة ، والحب الاول والزواج والعائلة والاولاد والاحفاد، تعني يقظة الشعور القومي الكامن في اعماقي والايمان به كحب سوريا الذي يدعو الى الحق والخير والجمال، تعني مكتبة "اللواء" التي اسستها عام 1946 فكانت مركز للإشعاع الفكري ومركزاً للثقافة، تعني لي أكثر من ذلك المحبة التي قدمها لي مواطنوها اثناء خوضي انتخابات مجلس الشعب فأعطوني اصواتهم الحرة، هي مدينة التأخي والمحبة والاحترام المتبادل بين كافة شرائحها المتضامنة بحب الوطن».


ويختتم "مديوايه": «لطالما استوطنني عشق هذه المدينة الزاهرة بمزيجها السوري الحضاري الرائع، بكل أثنياته وفئاته العربية والسريانية والكلدانية والاشورية والكردية، المتفاعلة مع بعضها البعض منذ الأف السنين افقياً، بقدر تفاعلها عمودياً في البيئة والجغرافيا، يجمعهم المحبة الوطنية والاخوة الاجتماعية التي نحياها في "سوريانا "، وأملي ان يكون هذا الكتاب كوثيقة تاريخية لهذه المدينة اعطيها للأجيال التي لم تولد بعد».

عن الكتاب يقول الاديب " اسحق قومي ": «"أنيس حنا مديوايه" شيخ الورّاقين الجزراويين نبارك له هذا الصرح الذي منحه ووهبه للذاكرة الجزراوية السورية، إذْ أنَّ الكتاب يكوّن محطات هامة في حياة الجزيرة السورية ومدينة "القامشلي" بالذات، حيث أنه نتاج عصارة فكر إنسان لبيب ومهتم بمثل هذه القضايا وهو معلم في زمن الندرة، كما أنه يحمل فكراً عقائدياً يتجاوز القضايا الضيقة لهذا وغيره، لا بدَّ أن يكون الصرح الذي ولد للوجود عن مدينة "القامشلي" من خلال ذاكرة عنونها ما بين عامي 1925 و1928، إلامحطات ومنارات سنهتدي بها وسيهتدي إليها كلّ من سيغامر وينبش الذاكرة "القامشلية" والجزيرة السورية فمبروك للمؤلف والمقدم والجزيرة وسورية بهذه الصروح الرائعة».

وبدوره يقول "سمير أمين": « الكتاب يشكل وثيقة تاريخية تضئ مرحلة غاية الاهمية من تاريخ مدينة "القامشلي"، وقد أجاد المؤلف صياغة أفكاره وترتيبها بحرفية الباحث التاريخي المتمكن، وما يدعو للأعجاب والدهشة هو صفو ذاكرة المؤلف وقدرته على إيراد مثل هذه التواريخ والأحداث وهو في هذا العمر المتقدم ، فهو بحق يستحق لقب "شاهد على العصر"».

موقع اي سيريا
ادمون اسحق

No comments:

Post a Comment