عن موقع إي سيريا
القامشلي- الدوار الذي يجمع حيي الوسطى والبشيرية |
كثيرة هي الألقاب والرموز الجميلة التي حملتها مدينة "القامشلي" لجمالها وروعة تصميمها وتنوّع ألوان أبنائها، أمّا ولادتها فكانت عبر عدّة أحياء أولها حيّ "قدور بك".
رصدت آراء عدد من أبناء مدينة "القامشلي" ممن عاشوا منذ زمن بعيد في المدينة ليتحدّثوا عن تاريخها وبداية نشوئها، وكانت أولى اللقاءات مع الدكتور "محمد عبد القادر" حيث قال: «جدي كان من الأوائل الذين سكنوا في المدينة وبالتحديد في حي "قدور بك" حالياً واسم الحي كان على اسم جدّي، وأنا عمري الآن ما يقارب الستين عاماً ومع ذلك تعرّفنا على الكثير من ذكريات ماضي المدينة من خلال أحاديثه لنا، فهو أوّل من أنشأ مطحنة في المدينة ولا تزال صورتها الحجرية حاضرة، ونحتفظ بالكثير ممن أورثنا إيّاه جدي وهي من عبق الماضي، وحسب ما ورد لنا فإنّ التطوّر العمراني في المدينة ازداد بشكل متسارع».
أمّا أحد كبار السن السيّد "يوسف الحاج" فقد تحدّث بالقول التالي: «منذ بداية الأربعينيات تقريباً قدمت إلى مدينة "القامشلي" قادماً من إحدى القرى المجاورة، وبنيت سكناً في حي "قدور بك" وكانت المدينة حينها قليلة السكن والأسر، وأوّل ما كان تأسيس داري كان عبارة عن بناء طيني ومن ثمّ وعبر سنوات طويلة وفي كل عام تقريباً كنّا ننجز غرفة أو غرفتين من الإسمنت لحين استكمال كل البناء بالاسمنت على الشاكلة الحالية، وبما أنّ سعر متر الأرض في الزمن البعيد كان رخيصاً جداً فقد بنيت ثلاثة دور سكنيّة متلاصقة وبمساحة كبيرة».
ويتابع السيّد "يوسف" حديثه عن حكاية مدينته عندما قال: «رويداً رويداً بدأ الأهالي بالإقبال على شراء الأراضي في مدينة "القامشلي" وإعمارها، فكثرت البيوت وتقسمت الأحياء وبما أن جميع البيوت بدأت من حي "قدور بك" فإن حيي "البشيرية، الوسطى" كانت من أوائل الأحياء تأسيساً وهي تقريباً ملازمة لحي "قدور بك"، أمّا صورة الأهالي فكانت أكثر من رائعة فكل الأطياف والألوان كانت تتواجد في منزل واحد يأكلون معاً ويشربون معاً ويتوزعون على الغرف ليناموا حتّى الصباح خاصة وقتها كانت الفنادق شبه معدومة ومن وقتها حصل التزاوج والقربى والتعارف بين كل ألوان الأهالي وظلّت محافظة على ذاك الود والحب حتّى تاريخه، واستطيع التأكيد أن علاقات اجتماعية عمرها عشرات السنين هي وليدة عمر تأسيس المدينة وتوافد عدد قليل في البداية إليها».
أمّا الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" فقد تحدّث تاريخياً عن بداية تأسيس مدينة "القامشلي" عندما تحدّث بالقول التالي: «نستطيع القول بأنّ أحياء "قدور بك، البشيرية، الوسطى" كانت بداية التأسيس ونشأت معاً تقريباً وذلك عام 1926، ومن ثمّ تمّ توزيع المقاسم مجاناً على الأهالي تشجيعاً لهم للبناء والتعمير والاستقرار، وتطوّرت تلك الأحياء تدريجياً من مساكن من الطين واللبن قديماً إلى مساكن إسمنتية متطوّرة ومتحضرة، طبعاً خلال فترة زمنيّة تقدّر بعشرين عاماً منذ أوّل يوم من تأسيسها، وتشكّل الأحياء التي ذكرتها آنفاً قلب مدينة "القامشلي" في الوقت الحاضر فهي تعتبر مركزها التجاري».
ويتابع الباحث "جوزيف أنطي" حديثه عن المدينة عندما قال: «تمتاز المدينة بدءاً من تلك الأحياء بشوارع متعاقدة ومستقيمة كما هو الحال في مخطط المهندس "اليوناني كرلامبو"،
وبهذا التخطيط فقد سميت مدينة "القامشلي بباريس" لمخططها الجميل والمنظّم والمتناسق، والشيء بالشيء يذكر ومن وجهة نظري أعتقد بأنه كان يتطلب على ذلك المهندس المذكور أن يوسّع الشوارع فحالياً هناك تطور عمراني كبير، ويبدو لم يكن يحسب حساباً للزمن وتطوّر المدينة، ومع ذلك فكل من زار المدينة شبهها وزيّنها بجمال أهلها قبل جمالها».
No comments:
Post a Comment