موسى شمّاس ابن القامشلي الوفي..لاعب و مدرب من الطراز الرفيع.. لعب في موقعة برشلونة ..و في صفوف فريق الوحدة بين سوريا و مصر
موقع إي سيريا- عبد العظيم العبد الله
اسم من الزمن الجميل لكرتنا السوريّة، أربعة وعشرون عاماً في الملاعب بكافة أشكالها وألوانها، والذاكرة الرياضيّة تختزن الكثير من العلامات البيضاء في سيرته، وأهمها وطوال تلك السنوات التي لعبها، لم يشهر قضاة الملاعب أيّة بطاقة ملوّنة في وجهه، شبابه وشيخوخته في ميادين الكرة لاعباً ومدرباً.
قام مراسل الموقع بزيارة الكابتن "موسى شمّاس" ليتصفح من خلال ذاكرته عن بداياته فتحدّث قائلاً: «أنا من مواليد مدينة "القامشلي" عام 1933 لإخوة من سبعة أشخاص، وجميعهم أعلنوا حبهم بامتياز لكرة القدم، وكان والدي هو الذي جاء بالكرة من مدينة "حلب" لمدينتنا، ولعبت كرة القدم وعمري لا يتجاوز 14 سنة، وكانت الزاد اليومي لقضاء أوقاتنا وساعاتنا، وعندما أصبح عمري 17 عاماً استدعاني فريق "الشهباء" من مدينة "حلب" لأكون مع مجموعتهم، ولكن في المباريات فقط، لبعد المكان بين المدينتين، وكأنني كنت مصاباً بداء الجنون في حب الكرة، لم أترك لقاءً كرويّاً إلا وخضته لنادي "الجهاد" في "القامشلي"، ولتبدأ بعدها رحلة الغربة في الملاعب الأخرى مع ذهابي لخدمة العلم عام 1953».
وتابع "موسى" عن بدايات التألق فقال: «أثناء الخدمة الإلزاميّة شُكل فريق المنطقة الشماليّة العسكري، وكنت ضمن التشكيلة، فكانت المباريات الكروية محط أنظار المدرب "اليوغسلافي سلوبادان مو نتيش"، وكان مدرّباً لنادي "الجيش"، وعندما دعاني للتشكيلة سألني عن المدرب الذي أوصلني لهذا المستوى، فما كان منه إلا وهو يعبر عن غضبه الشديد، عندما سمع بالحقيقة بأنني لم أتلق التدريبات من المدربين، ومن خلالها بدأت الرحلات الكروية الخارجية، ومن دون مقدمات زج باسمي كلاعب أساسي في اللقاء ضد "الترسانة المصري" وذلك عام 1954، ونجحت بالاختبار بالأصعب في حياتي، وزرعت هدفاً في شباكهم وكان كافياً لانتصارنا، كانت أجمل اللحظات مرسومة بأحلى اللقطات التي نلتها من الجماهير
وكانت لمسيرته الكروية صفحات فتابع "الشمّاس" عنها قائلاً: «بعد ذلك اللقاء أخذت الثقة الكاملة، وخطفت جميع الأنظار بمن فيهم المدرب، لأكون أفضل لاعب سوري ضمن الاستفتاء الذي جرى عام 1954، ولم تهدأ بعدها رحلات الجو والبر من أجل المناسبات الكرويّة، وأهمها موقعة "برشلونة" في دورة المتوسط عام 1957، وذهبية بطولة الجامعة العربية في "تونس" بفوزنا على المستضيف 3/1 وكان نصيبي هدف منها، ومازلت أحتفظ بالميداليّة الذهبية، وفي عام 1958 وأثناء الوحدة بين "سورية ومصر" كنت اللاعب الوحيد من سورية في التشكيلة الأساسيّة لمنتخب الجمهورية العربيّة المتحدة، وباقي عشرة لاعبين من "مصر"، وكانت أجمل المواقع الكرويّة ضد "تركيا ويوغسلافيا"، وفي الدورة الأولمبية عام 1960 بمدينة "روما"، ولأنال لقب السلطان من الصحافة المصرية».
أما اللحظات التي تسطرها ذاكرته فتابع عنها "الشمّاس" قائلاً: «المباراة التي تأبى ذاكرتي نسيانها ضد" المجر" عام 1956 وكان العصر الذهبي للمذكور فكان منتصراً حينها على "انكلترا" 6/2ومع المنتخب العربي لعبتُ مع أسماء لها وزنها في أرشفة الكرة العربية أمثال "صالح سليم، عادل هيكل، يكن حسين" ومازلت أتباهى بغناء فنان الشعب "رفيق سبيعي" عن المنتخب عندما أحرزنا المركز الثاني في بطولة كأس العرب في "بغداد" عام 1966، وقدمت لي أغلى العروض الكروية سنة 1960من نادي "باشكتاش التركي" وبحضور أعضاء السفارة السورية في "أنقرة"، وعقد آخر من نادي "باريس سنجرمان الفرنسي" عام 1957 ولكنها لم تتكلل بالنجاح بسبب ارتباطاتي المحليّة، وأجمل الأهداف التي أحرزتها ضد "ساحل العاج" عام 1969 وكان فوزنا 3/1».
انتهت رحلته كلاعب وليقلب صفحاته كمدرب "الشمّاس" حيث قال: «اعتزلت اللعب عام 1970 بعد مشاركة في جميع البطولات المحلية، والعربيّة، وبدأت رحلة التدريب مع نادي "الجيش" لمدة عامين، ثمّ توجهت إلى "ألمانيا" لإجراء دورة تدريبية مدتها ثمانية أشهر، ودورة تدريبية أخرى عام 1978 في البلد المذكور، وحصلت على شهادة الامتياز في التدريب، وتكريم من السفارة الألمانية بمدينة "دمشق" وبحضور كافة القيادات والخبرات الرياضيّة، وعدت مساعداً لمدرب "الجيش" الانكليزي "ويليم بيل" فاكتسبت الطريقة الإنكليزية في التدريب، واستلمت تدريب المنتخب الوطني عام 1981، ومن ثم التدريب في "الإمارات"، وتدريب نادي "سريانسكا السويدي" لموسمين، ونادي "يونايتد الأمريكي" لفئة الشباب».
وتابع عن مسيرته في التدريب قائلاً: «العودة الأبدية كانت للوطن عام 1984 وتدريب المنتخب الأول والأولمبي لمرّات عديدة، وأندية عديدة مثل "الوحدة، المجد، حطين، جبلة" علماً أنني أول من أدخل خطة 3/5/2 للكرة السوريّة، ومنذ عام 1994 عدت للحب الأول وللحنين الذي لم يفارقني، ومكان ولادتي لأدرب نادي "الجهاد" وأقدم كل ما كسبته خلال مسيرتي، وفي سجلات النادي أجمل نتائج خلال تلك الفترة، وما نلته من جماهير مدينتي من حب وتقدير، لم ولن أنساه ما حييت، وطويت صفحة التدريب أيضاً منذ حوالي ست سنوات تقريباً».
لرفيق دربه ولأحد كوادر نادي "الجهاد" السيد "جورج خزوم" شهادة عن "الشمّاس" عندما قال: «فخر كبير لمدينة صغيرة ما أنجبته، فقد ذاع صيته في جميع الأصقاع كلاعب ومدرب، ويجب أن يكون قدوة لجميع أبناء المدينة، فهو الذي قدم لسنوات طوال ولم ينل أية بطاقة صفراء أو حمراء، وأنا شخصياً استفدت كثيراً من ذاك الهرم الرياضي الذي لم يبخل علينا في تقديم جميع ما بداخله لتطوير رياضتنا، ونحن على تواصل دائم معه حتى الآن لنأخذ من منبعه الذي لم ينضب، وللوفاء فهو حتى اللحظة متابع لناديه "الجهاد" رغم إقامته في العاصمة "دمشق"».
No comments:
Post a Comment