Feb 20, 2011

أهل الحسكة و القامشلي يحملّون وزارة العمل مسؤوليةعدم الاستفادةمن المعونة

موقع : محطة أخبار سوريا

حمّل كثير من المراجعين لقوائم المقبولين في المعونة الاجتماعية الشؤون الاجتماعية والعمل المسؤولية عن الأسباب التي حالت دون ورود أسماء كثيرة من الأسر المهاجرة للعمل في المحافظات الجنوبية ضمن قوائم المعونة الاجتماعية الصادرة كونهم الأكثر حاجة وفاقة ,مؤكدين في ذات الوقت أن هذه المسؤولية تتحملها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي كانت قد أعلنت في عام 2009 بأن عمليات المسح الاجتماعي لا تهدف إلى تقديم أي مساعدات مالية وإنما هي عبارة عن إقامة بنك للمعلومات يعرف من خلالها واقع المجتمع وقواه العاملة فقط.
فقد شكل المرسوم التشريعي رقم / 9 / الخاص بتأسيس الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية الاهتمام الأكبر في حديث المواطنين في محافظة الحسكة وخاصة في أوساط الفلاحين والعاملين بالزراعة,هذه المحافظة التي أثرت عليها عوامل الجفاف وشح الأمطار خلال السنوات الأربع الماضية بشكل مباشر وأساسي ما أجبر الكثير من سكان الأرياف ومن يعملون بالزراعة وتربية المواشي إلى هجرة قراهم ومنازلهم والبحث عن سبل العيش والرزق في المحافظات الجنوبية من سورية فقد توجه أكثر من 71 ألف رب أسرة وعائلة في الحسكة مع بداية هذا الأسبوع إلى مكاتب البريد في المناطق والنواحي لاستلام الدفعة النقدية الأولى من المعونة الاجتماعية بناء على قوائم اسمية تضمنت أسماء المستحقين والمقبولين .

( الشؤون الاجتماعية والعمل تحجب المعلومات ) :
وفي سعينا للحصول على المعلومات اللازمة لإعداد هذه المادة الإعلامية من مصادرها الرئيسية اتصلنا بمعاون مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بالحسكة لتزويدنا بتفاصيل وآليات العمل في توزيع المعونة ,غير أننا قوبلنا بالصد والرفض من قبله متذرعا بقرارات وكتب وزارته التي لا تبيح التصريح للجهات الإعلامية ,مخالفا بذلك تعميم السيد محافظ الحسكة الصادر بتاريخ 26 / 10 / 2010, والمعمم على كافة مجالس المدن والبلديات وأجهزة الإدارة المحلية وفروع المؤسسات وكافة الدوائر الرسمية والمتضمن التأكيد على تعميم السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 12362 حول الحرص على تحقيق الشفافية الإعلامية وتسليط الضوء على جوانب العمل المتعددة ومؤكدا السيد المحافظ على ضرورة تقديم كافة التسهيلات اللازمة لممثلي وسائل الإعلام المحلية وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة وإلغاء كافة التعاميم التي أصدرتها بعض المؤسسات في الآونة الأخيرة والمخالفة لمضمون هذا التعميم أيا كانت الأسباب وتحت طائلة المسؤولية ,ونتيجة لحجب المعلومات المطلوبة اضطررنا للحصول على معلومات المعونة الاجتماعية بالطرق الإعلامية الخاصة .

وعلمت محطة أخبار سوريا (SNS) أن عدد الأسر التي استحقت الاستفادة من المعونة الاجتماعية في الحسكة حسب المصادر 71 ألف و 110 عائلات ,وذلك بعد عمليات المسح الاجتماعي الذي قامت به مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة خلال عام 2009 تناولت خلاله دراسة 76 ألف و788 أسرة وذلك بناء على معادلة رياضية حاسوبية مستنبطة من 103 أسئلة متبلورة في استمارة المسح الاجتماعي المعتمدة من قبل الإدارة المركزية للمسح الاجتماعي بدمشق حيث من المقرر صرف المعونة على ثلاث دفعات نقدية متساوية بواقع دفعة واحدة عن كل أربعة أشهر وذلك وفقا للشرائح الأربعة التي تم اعتمادها إذ ستحصل الشريحة الأولى على مبلغ 14 ألف ليرة سورية في الدفعة الواحدة والشريحة الثانية ستحصل على 10 ألاف ليرة والثالثة على 4000 ليرة والرابعة على 2000 ليرة ,وقد تم اعتماد 15 مركز بريدي في محافظة الحسكة لتوزيع المعونة بعد تزويد هذه المراكز بكامل قوائم المستحقين وإعلانها وسيتم دفع الرواتب بموجب إيصالات استحقاق تعطى للمواطنين من قبل عامل الاستعلام في كل مكتب بريدي ,وسيفقد كل مستحق حقه في الدفعة النقدية إذا تأخر بعد تاريخ 19 أيار المقبل ,وتعلن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل عن افتتاح باب التسجيل على المعونة الاجتماعية في بداية شهر نيسان المقبل للأسر غير المتقدمة في عام 2009.

( صور وانطباعات اجتماعية ) :
وقد كشفت الجولة التي قمنا بها في مكتب بريد القامشلي ولقاءاتنا بالمواطنين المستحقين المعونة الاجتماعية واقعا مؤلما ,ظهرت خلالها حاجة المستحقين وخاصة المسنين منهم رجالا ونساء إلى هذه المعونة التي ستساعدهم في تأمين بعض احتياجاتهم المعيشية ,غير أن سيطرة الأمية والتقدم بالسن على ما يزيد عن 70% من المستحقين حسب ما أدركه عاملو مكتب البريد قد جعل التعامل معهم في غاية الصعوبة وبالتالي فقد أعاق كثيرا من التسهيلات التي أعدتها مكاتب البريد فكثير من هؤلاء المراجعين لا يعرف كيف يؤمن الأوراق والثبوتيات المطلوبة ولا يعرف حتى كيف يقرأ اسمه,وقد كانت لنا اللقاءات التالية رصدنا من خلالها آراء المستحقين للمعونة الاجتماعية وانطباعاتهم والصعوبات التي يواجهونها .

حسين العلي - (50)عاما قال : لابد في البداية من توجيه الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد على هذه المكرمة فقد جاءت المعونة الاجتماعية لتساعدنا في تأمين بعض احتياجاتنا اليومية وتساهم في الحد من الفقر ,لقد كنت أعمل في لبنان كبائع (كعك) على دراجة عادية أجوب بها الشوارع غير أن هذا العمل لم يكن يلبي متطلبات المعيشة لي ولأولادي الأربعة وبعد هذه المعونة التي شكلت لي دخلا ثابتا فأنني لن أغادر قريتي بعد اليوم.

حسين علي قال : لقد كان قرار المعونة الاجتماعية التفاتة كريمة من السيد رئيس الجمهورية فقد جاء هذا القرار مناسبا لنا نحن الذين نعمل بالزراعة والفلاحة التي لم تعد تؤمن احتياجاتنا المعيشية بسبب الجفاف ,وأشير إلى أن عمليات المسح الاجتماعي التي جرت في عام 2009 لم تكن دقيقة بالشكل المطلوب فمن كان يقول الحقيقة ويعترف بأن لديه منزل أو تلفزيون مثلا فان اسمه يصدر في قوائم الفئة (د)

وأمام طاولة رئيس مكتب بريد القامشلي وقفت امرأة تجاوز عمرها الستين عاما وهي تبكي وتقول بأنها لا تعرف كيف تتصرف أو كيف ستحصل على المعونة وعندما طلب منها رئيس المكتب تأمين صورتين شخصيتين اعتذرت لأنها لا تملك المال الكافي لتأمين صور شخصية جديدة .

ورغم صعوبة حديثنا مع رئيس مكتب بريد القامشلي عمار القادري نتيجة للازدحام وكثرة استفسارات المراجعين حول طرق الحصول على المعونة والأوراق المطلوبة حيث بلغ عدد الذين سيستلمون دفعاتهم النقدية من مكتب بريد القامشلي 6519 مستفيدا, فقد أكد القادري على الاستعداد التام من قبل مكتب البريد لتوزيع المعونة وحدد القادري عددا من الصعوبات التي تعترض سير العمل أولها كان الطبقة التي ينتمي اليها المستحقين للمعونة الذين تسيطر عليهم الأمية وقلة الإدراك في تأمين الثبوتيات والأوراق المطلوبة وإتباع تسلسلهم الرقمي والفئة المالية التي يرجعون إليها وأيضا زيادة أعداد المرافقين للمستفيدين من المعونة مما يشكل حالات ازدحام وعدم القدرة في تأمين الانضباط وكذلك عدم وجود بناء خاص بمكتب بريد القامشلي, وطالب القادري بتحديد عناصر من الشرطة لتنظيم أدوار المراجعين.

No comments:

Post a Comment