بيان باسم موقع القامشلي وصفحة الفيسبوك باسم كل أبناء القامشلي في الوطن و المهجر:
باسم جميع أبناء القامشلي في المهجر وفي الوطن نستنكر هذا الفعل الشنيع الذي يدخل في سياق الممارسات الروتينية لأفراد الأمن الذين لا يمثلون سوى أنفسهم-جلّ أملنا-، و إذ نؤكد حبنا العارم لوطننا الغالي سورية و مدينتنا الأم القامشلي ، نطالب بمحاسبة رئيس فرع الأمن العسكري، و محاسبة كل من تسوّل له نفسه بأن يعتدي على أبناء مدينة القامشلي الكرام.
في ظل تغيرات جذرية تشهدها المنطقة، فإن سلوكاً و تصرفاً كالذي اتبعه رجل الأمن هذا كفيل بأن يؤدي إلى توترات نحن بغنى عنها. و أبسط مثال على ذلك ما حدث في دمشق في منطقة الحريقة عندما أقبل رجال الشرطة على ضرب مواطن سوري، تظاهر الناس و رددوا شعار : الشعب السوري ما بينذّل ، مما جعل وزير الداخلية يستعجل و يستدرك الموضوع بالنزول بنفسه إلى الجمهور معتذرا منهم ، متوعدا بمعاقبة المسؤولين عما حصل.
و لإن سوريا للجميع ، و لإن ابن القامشلي هو ابن سوريا كما هو ابن دمشق يرفض الذّل و الهوان. نطالب بالتحقيق بما حصل، وفي أسرع وقت .
إدارة موقع القامشلي وصفحة الفيسبوك
الخبر كما ذكرته المواقع المختلفة على لسان أحد الأشخاص:
منظر لن أنساه في حياتي ، عندما كنت ذاهباً يوم الأحد 20/2/2011 إلى المشفى الوطني بالقامشلي بصحبة عدد من الزملاء في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً ، وإذا بنا نسمع صرخات وضجيجاً ، اتجهنا بعفوية نحو مصدر الصرخات ( نحو فيلات المطار بالقرب من المشفى الوطني ) فكنا أمام المنظر التالي :
شخص يلبس بيجامة سوداء اللون وتحيط به مجموعة من العساكر المدججين بالسلاح وأمامه طفل يبلغ من العمر الرابعة عشرة واقفاً وهو نصف عار من الملابس ( وقد أمره رئيس فرع الأمن العسكري بذلك ) وهو يرتجف من البرد والمطر وبجانبه شخص آخر ، وطفل يتوسل ويصدر أصواتاً وضجيجاً .
وقد أثار الموقف الحزين والمؤلم فضولنا فاقتربنا أكثر ، فإذا بالشخص صاحب البيجامة السوداء يوبخ الطفل ويهدده ويتوعده إن كرر فعلته ثانية بأنه سيعاقبه بأشد العقوبات مما دفعنا الفضول مرة أخرى لمعرفة القصة كاملة ، وإليكم تفاصيلها حسب المعلومات التي استطعنا الحصول عليها من بعض العساكر وأفادنا بها بعض الساكنين في المنطقة وهي كما يلي :
رئيس فرع الأمن العسكري بالقامشلي وهو برتبة عميد يسكن في فيلات المطار وبجانبه يسكن طبيب ذو شهرة وسمعة حسنة ، وقد وضع العميد العديد من الحواجز فأغلق الشارع مشكلاً صعوبات أمام الطبيب في الدخول والخروج ، وفي اليوم المذكوروالمشؤوم الأحد ، كان ابن الطبيب قد أخرج سيارة والده من الكراج إلى الشارع ليحضرها لوالده ليذهب إلى عيادته ، فإذا بالعساكر يهاجمون الطفل ويخرجونه من السيارة ويعتدون عليه بالضرب ثم يقتادونه إلى العميد ، وهنا بدأ فصل آخر حيث أمر العميد الطفل بأن يخلع ثيابه من الأعلى وتركه أمام البرد يرتجف من الخوف والعميد يتلذذ بالمنظر وقد راق له تعذيب هذا الطفل البريء ، ومما زاد من مأساة القصة حضور والده الطبيب وقد رأى وسمع تعنيف وتعذيب ابنه من قبل رئيس الفرع ، ورغم محاولاته الحثيثة لحماية ابنه بالكلام الحسن إلا أنه فشل ، حيث استمر العميد يتلذذ بهذا المنظر والطفل نصف عاري من الثياب وهو يرتجف من البرد والخوف ، ولم يكتفي العميد بذلك بل كان التهديد والوعيد هو الكلام الوحيد الذي ينطق به .
إنه منظر لم أشاهده في حياتي ، ولم أتوقعه في حياتي أن يشرف ضابط برتبة عميد على معاقبة وتعذيب طفل في الشارع وأمام المارة وأمام ذوي الطفل .
إنني أعتقد أن طفلاً بهذا العمر قد يرتكب خطأ بل أخطاء ، ولكن العلاج يجب أن يكون بالنصح والرعاية ، وإذا ارتكب الطفل أخطاء فظيعة يجب حينها أن يكون القانون سيد الموقف ، أما أن يلجأ ضابط بهذه الرتبة العالية وكأنه القاضي إلى معاقبة وتعذيب طفل بهذه الصورة فلا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن كرامة المواطنين في سوريا رخيصة إلى هذا الحد ؟ وهل أن رعاية الأطفال بناة المستقبل تتم بهذا الشكل وهم الذين قال فيهم الرئيس الراحل حافظ الأسد : ( علموا الأطفال وربوهم ، تعلموا منهم وعلموهم ) أم أنه عمل فردي ؟ فإذا كان ذلك عملاً فردياً فيجب أن يستوجب المساءلة والمحاسبة ، وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
No comments:
Post a Comment