جريدة تشرين
13\10\2010
قضية التلاعب بالعدادات الكهربائية ليست جديدة ومعروفة لدى الجميع، وتتم بطرق مختلفة. يـُقدم عليها ضعاف النفوس من أجل التهرب من تسديد الالتزامات المالية المترتبة عليهم، لقاء استجرار التيار الكهربائي لأغراض مختلفة، سواء للاستخدام المنزلي أو الزراعي أو الصناعي.
ولأن الطرق المتبعة في هذا الموضوع أصبحت مكشوفة. كان الاعتقاد السائد لدى كوادر إحدى الجهات المختصة في الحسكة، عندما علمت بوجود تلاعب في بعض العدادات الكهربائية المخصصة للاستخدام الزراعي، لتشغيل المضخات المركبة على آبار الري في إحدى قرى المحافظة، أن التلاعب تم بإحدى الطرق الكلاسيكية الاعتيادية. لكن ما إن تم التدقيق بالموضوع حتى أدرك كوادر تلك الجهة أنهم وضعوا يدهم على طريقة جديدة ومبتكرة ولم يسبق أن استخدمها أحد من قبل. فما هي هذه الطريقة وكيف تم كشفها؟.
منذ 6 سنوات أحيل ( ن م م ) إلى التقاعد بحكم بلوغه السن القانونية، وكان يعمل في مجال الاتصالات اللاسلكية في مديرية حقول الحسكة في الرميلان.
لكن بدل أن يستغل (ن.م.م) مواهبه في هذا المجال وبما يعود بالنفع عليه وعلى الآخرين، سولت له نفسه أن يختار طريق الانحراف ومخالفة الأنظمة والقوانين المرعية، فراح يوظف موهبته وإمكانياته في التلاعب بالعدادات الكهربائية عن طريق التحكم عن بعد. حيث عندما يحضر أي عنصر من شركة الكهرباء، يقوم صاحب العداد بالضغط على جهاز التحكم وهو جالس في مكانه دون أن يأتي بأي حركة يمكن أن تلفت الانتباه، ليبدأ العداد بالدوران والعمل وكأن شيئاً لم يكن. وبعد أن يذهب عامل الكهرباء بحال سبيله بعد الكشف على العداد والاطمئنان أنه يدور ويعمل بشكل نظامي، يعود صاحب العداد إلى كبس جهاز التحكم فيتوقف العداد عن الدوران دون أن يؤثر ذلك على استجرار التيار الكهربائي، أي أن صاحب العداد يستجر ما يشاء من الكهرباء دون أن يسجل عليه العداد أي كمية.
وقد ابتكر المدعو (ن.م.م) هذا (الاختراع) الجديد، باستخدام جهاز التحكم المخصص للدراجات النارية، حيث قام بتعديله برفع الفولتية من 10 إلى 20 فولت عن طريق فصل تيار معين، ما أدى إلى تحول الدارة إلى دارة كهربائية. يتم تركيبها في عداد الكهرباء ووصلها عن طريق شريط بالمكثف الموجود في العداد، ومع تعديل بالشيفرة يتم التحكم بالعداد عن طريق الريموت كونترول.
المتلاعبون كثر
ومن خلال التوسع بالتحقيق تبين أن هناك شخصاً آخر متورط بقضية مماثلة هي التلاعب بالعدادات الكهربائية مازال متوارياً عن الأنظار، لكن دون أن يكون له تنسيق مع المدعو ( ن م م) المقبوض عليه، أي أن كلاً منهما يعمل لحسابه الخاص.
وعلى الرغم من إلقاء القبض عليهما في العام الماضي، من قبل نفس الجهة وبنفس الجرم المتعلق بالتلاعب بالعدادات الكهربائية ثلاثية الطور المركبة على مضخات الآبار الزراعية، وتوقيفهما وإحالتهما إلى القضاء الذي حكم عليهما بالسجن، فإنهما لم يتعظا، وعادا لممارسة نفس الأفعال. مع تغيير في الأسلوب. ففي المرة الماضية كان التلاعب بالعدادات يتم عن طريق تغيير الجهد والطاقة، أما هذه المرة فالتلاعب يتم بالريموت كونترول. وهذا ما جعل المدعو ( ن م م) يظن أن طريقته الجديدة هذه لن تـُكشف.
لكن تلقت تلك الجهة معلومات عن وجود تلاعب بأحد العدادات الكهربائية المركبة على مضخة أحد الآبار الزراعية في إحدى القرى، ومن خلال التحقيق مع صاحب الحقل والعداد اعترف بأن من قام بهذا العمل هو المدعو ( ن م م) الذي اعترف بدوره أنه شرع بالتلاعب بالعدادات بهذه الطريقة منذ خروجه من السجن العام الماضي. لقاء مبلغ مالي يتراوح بين 50 و 75 ألف ل.س عن كل عداد. وتم الاتفاق مع بعض أصحاب الآبار الزراعية على مبلغ يدفع سنوياً بشكل دوري. وقد تم القبض على أصحاب الآبار الزراعية ذات العدادات المخالفة، وإحالتهم جميعاً إلى القضاء وهم من منطقتي تل براك والقامشلي.
100 بواحد
كما قامت الجهة المختصة بإبلاغ الشركة العامة لكهرباء محافظة الحسكة بالموضوع، حيث حضرت لجنة من دمشق تضم مجموعة من الخبراء والفنيين. وقام المدعو ( ن م م) بشرح (ابتكاره) الجديد لهم. وبقدر ما ذهلوا بما سمعوه، بقدر ما ذهلوا أكثر عندما أبلغهم أنه قادر على التحكم بمجموعة من العدادات الكهربائية بجهاز ريموت كونترول واحد.
وإذا عرفنا أن محافظة الحسكة تضم 1700 بئر زراعي تعمل على الكهرباء، يدفع صاحب كل منها مليون ل.س سنوياً لخزينة الدولة لقاء استجرار التيار الكهربائي، نعرف مدى خطورة ما قام به هذان الشخصان على الاقتصاد الوطني من جانب، ومدى أهمية ما قامت به تلك الجهة المختصة من جانب آخر، فلها ولكوادرها كل الشكر والتقدير.
وتقوم شركة الكهرباء في الحسكة حالياً بالكشف على جميع العدادات ذات الاستخدام الزراعي في المحافظة، ولاسيما أن إمكانية كشف أي تلاعب بالعداد حتى ولو كان في وقت سابق متوافرة وبسهولة. إلى جانب تعميم ما تم كشفه في محافظة الحسكة على بقية المحافظات، على الرغم أن الطريقة الجديدة للتلاعب بالعدادات الكهربائية هي اختراع حسكاوي بامتياز.
يعني صار الزلمة بدون ما يعرف خطر على أقتصاد الدولة و يمكن يكون سبب الأزمة المالية العالمية و البطالة و التضخم و كل شي مو منيح صار بالعالم هوي السبب
ReplyDeleteاي يعني السرقة شغالة على ابو جنب بالبلد... ما أستقويتوا غير على هالمسكين اللي سرقلو كم كيلو واط
ReplyDelete