موقع إي سيريا
قرية "تل هرمز" المسمّاة "تخوما كاوايا" بالآشورية نسبة إلى سكان عشيرة "تخوما" الآشورية القاطنة فيها، محتضنة تلها الأثري من جهاته الأربع، وتعتبر الحلقة الأكبر من حلقات القرى الآشورية المنتشرة على ضفتي نهر الخابور جنوباً وشمالاً.
موقع إي سيريا زار القرية بتاريخ 20/5/2011 والتقى السيدة "شيرنة كانون" 92 عاماً لتتحدث عن تاريخ القرية قائلة: «انتقلنا إلى قرية "أم غركان وتل هرمز" التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى رئيس عشيرتنا السيد "هرمز بداوي"، ولم يكن عدد سكان القرية يتجاوز الـ 340 شخصاً، أما عدد البيوت فكان قرابة 78 بيتاً، حيث كان أغلبية السكان يعملون بدايةً بتربية المواشي، في عام 1938 تم بناء ناعورتين على نهر "الخابور" وبذلك عملنا بالزراعة وخاصة زراعة الأشجار المثمرة كالتفاح والعنب والتين».
السيدة "شيرنة كانون" |
كيفاركيس دنخا يونان |
مختار القرية السيد " كيفاركيس دنخا يونان" أضاف: «في عام 1955 كان لأهالي القرية نقلة نوعية في العمل الزراعي، وهي الاستغناء عن النواعير في سقاية أراضيهم إلى وضع مضخات تعمل بالديزل لجر مياه النهر إلى مسافات أبعد، وبذلك اتسعت رقعة الأراضي الزراعية إلى 1900 دونم التي وزعتها الدولة على الأهالي، وبذلك تنوعت الزراعة بمحاصيل أخرى كالقطن والقمح، هنا أود أن أشير إلى أن قرية "تل هرمز" كانت مشهورة بأنواع عديدة من العنب، حيث لم تكن تتجاوز المساحة المزروعة 180 دونماً في بداية عملنا بالزراعة في القرية».
السيدة "شيرنة كانون" أضافت: «عند قدومنا إلى القرية، قمنا ببناء البيوت الطينية على التل ».
الأستاذ "إبراهيم وردا" مدرّس متقاعد قال: «في عام 1970 كانت في القرية مدرسة مبنية من اللبن والطين، وتخرج فيها الكثير من الطلبة وحازوا شهادات علمية مختلفة من جامعيين ومعاهد، واليوم توجد في القرية مدرسة للحلقة الأولى بالإضافة إلى ثانوية عامة، ومستوى الأمية متدنٍ جداً، سواء بين الذكور أو الإناث، ولا يكاد يذكر، وهذا المستوى يعود سببه إلى مجموعة من صبايا أخوية "ربان بثيون" التي تقوم بعدة خدمات اجتماعية منها إقامة دورات تعليمية مجانية دون مقابل للطلاب في الشهادتين الإعدادية والثانوية ورحلات ترفيهية للطلاب، وحفلات سنوية للمتفوقين وتقديم الهدايا لهم، هذا كله كان دافعاً لعدم تسرب الأطفال من المدارس، وتشجيع الأهالي على متابعة دراسة أطفالهم، ناهيك عن إقامة دورات لمحو الأمية في كل سنة».
الأستاذ "إيشو يزدى" من سكان القرية قال: «توجد في القرية أخوية "ربان بثيون" التي تأسست عام 1994 تضم شريحة الشباب والشابات من القرية، التي تقوم بنشاطات اجتماعية كثيرة، منها مساعدة الأهالي المحتاجة في أيام الأعياد وإقامة حفلات تعارف مع بقية الأخويات الموجودة في المحافظة ويقع على عاتقها تنظيم الاحتفالات التي تقام في القرية، حيث تقوم بالعمل التطوعي لخدمة القرية،وحالياً قاموا بزراعة الأشجار على جانبي الطريق المؤدي إلى القرية، كما أن لدى القرية فريقاً رياضياً بكرة القدم له مشاركات عديدة في البطولات وحازوا المراكز الأولى في العديد من تلك البطولات».
الأستاذ "كوركيس يونان كانون" رئيس مجلس بلدة "تل هرمز" أضاف: «يبلغ عدد سكان القرية حالياً 1000 نسمة أما السكان الإجمالي للقرى التابعة لها فيبلغ 5300 نسمة موزعين على قرى "حويش– تل طال– تل مخاضة– نايفة– خربة سيد عباد" ومجلس البلدة تابعة إدارياً إلى "بلدة تل تمر"، حيث تبلغ مساحة المخطط التنظيمي لمنطقة التوسع السكاني للقرية 160 دونماً، أما المساحة الإجمالية لعقار القرية كاملاً فيبلغ 3068 دونماً».
يتابع "كانون" حديثه": «وتعتبر قرية "تل هرمز" هي أولى القرى في المنطقة التي نفذ فيها شبكة مياه وكهرباء، وذلك عام 1960 وعلى نفقة أهاليها، إلى أن تمت إنارتها بالكامل عام 1980، والبنية التحتية للقرية مخدمة بالكامل، وقامت البلدية مؤخراً بتنفيذ عدة مشاريع للقرية والقرى المجاورة لها من تعبيد وتزفيت الطرق وبناء رصيف ورديف ومنصفات طرقية بأطوال مختلفة، كما يوجد في القرية مركز اتصالات وشعبة بريد، ووحدة إرشادية زراعية ووحدة إرشادية داعمة ومركز لطوارئ الكهرباء ومركز صحي، كما يوجد فرن نصف آلي».
يختم "كانون" حديثه بالقول: «قرية "تل هرمز" هي منطقة سياحية متميزة في المحافظة لعدة اعتبارات، منها كثرة ما تمتلكه من البساتين المتنوعة ووقوع القرية على مرتفع يبهر الناظر لما يراه من حوله، واحتوائها على مطاعم ومتنزهات سياحية».
بقي أن نذكر أن قرية "تل هرمز" تقع على طريق "الحسكة تل تمر" الجنوبي وتبعد عن مركز مدينة "الحسكة" مسافة 19 كيلو متراً باتجاه الغرب.
No comments:
Post a Comment