Jun 6, 2011

بيان عائلي طائفي

حسان محمد محمود

اسمي حسان محمد محمود، والدي من مدينة السلمية، في الصف الثامن سألته السؤال التالي: بابا..أنت سني أم اسماعيلي؟ فأجابني: بابا أنا بعثي...(لاحظوا أنني لم أهتم بمذهبه إلا في سن متقدمة نوعاً ما..ما يعني أن ثمة إهمال لهذا الأمر في أسرتي).
والدتي سنية المذهب، وهي امرأة عربية من بلدة عامودا التي تقطنها أغلبية كردية، قد يسأل بعضكم: كيف تزوج أبي (السلموني) من امرأة (من عامودا) التي تبعد حوالي 800 كم عن سلمية ، برغم الفوارق (المذهبية بينهما)؟
بالنسبة للمسافة أجيبكم؛ بأنه كان يعمل معلم مدرسة هناك..أما بالنسبة لتجاوز الفوارق المذهبية فأترك الإجابة لكم ولذاكرتكم التي لا شك تختزن معلومة أن رئيس وزراء سوريا إبان الاستقلال كان مسيحياً (فارس الخوري)..فارس الخوري هذا كان أيضاً وزيراً للأوقاف (للتذكير فقط).
النتيجة المباشرة لزواج أبي وأمي زاد عدد سكان سوريا بمقدار (خمسة نسمة) هم أخوتي وأنا.
أخي الدكتور باسم: متزوج من طبيبة (علوية) المذهب.
أختي الدكتورة وسام: متزوجة من طبيب (اسماعيلي) المذهب.
أخي الدكتور وسيم: متزوج من فتاة (علوية) المذهب.
أخي الدكتور حيان: محسووووووود .. نيالو.. لأنه لا يزال عازباً.
أما أنا: فلن أبوح بمذهب حبيبي..ولأنني لا أحب إفشاء الأسرار العائلية الخاصة لن أقول لكم  مذهب زوجتي.
عندنا في مدينة السلمية ترى أخوين: أحدهما يتبع المذهب السني الشريف وآخر يتبع المذهب الاسماعيلي الشريف...أصدقائي الحميمون مسيحيون..واليوم، ترى بين المؤيدين للسلطة جميع المذاهب، وكذلك الأمر بين المعارضين.
وشباب مدينتي الذين تبرعوا بدمائهم لجرحى مدينة حماه التي تبعد عن سلمية /30/كم لم يسألهم أحد عن طائفتهم بل عن زمرة دم كل منهم.
أرجو تقديم هذا البيان  العائلي إلى دائرة النفوس (المريضة).
صدر وأفهم علناً.

No comments:

Post a Comment